” قلعة عسفان ” شيدت بالحجارة الصخرية فوق جبل بهدف حماية القوافل والحجاج
واس
إعداد وتصوير : فيصل بامفلح
حتّم الموقع الجغرافي لـ ” عسفان ” بين مكة المكرمة والمدينة المنورة حضوره على صفحات التاريخ تروى شذرات عطره من أحداث السيرة النبوية، وملتقى على امتداد الدرب بين الشام واليمن فعُرف باستراحة المسافرين.
وبرز موضع عسفان شمال مكة المكرمة بـ 80 كيلو متراً بين جبال السروات وسهل تهامة الحجاز على أهم طرق الحج ، وموقعاً لأحداث غزوتي الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – بدر الآخرة ، و بني لحيان ، وعسكر -عليه أفضل الصلاة والتسليم – بجيشه فيها عام الفتح، وبها مرّ الخليفة عثمان بن عفان -رضى الله عنه- عند تحويله ميناء مكة المكرمة من الشعيبة إلى جدة.
وبيّن عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ في جامعة أم القرى الدكتور سعد بن موسى الموسى أن كثير من الغزوات التاريخية اجتازت “ثنية غَزَال”الواقعة بين مجموعة من الحرات على بعد خمسة كيلومترات شمال عسفان.
ويشتهر عسفان -أحد مراكز محافظة الجموم التابعة لمنطقة مكة المكرمة- بتعدد الأودية، وبحسب الدكتور الموسى منها ما ارتبط بأحداث كوادي “كُراع الغميم ” ، وجَاءَ ذكره في غزوة بني لحيان ، ووادي “الرجيع” ويُعرف بماء الوطيه ، ووادي ” الصغو” ، ووادي ” فيدة ” ، ووادي ” الغولاء ” ويبلغ طوله نحو 45 كيلومتراً ويصب في البحر الأحمر.
ومن الشواهد التاريخية بالمركز ” قلعة عسفان ” التي شيدت بالحجارة الصخرية فوق جبل بهدف حماية القوافل والحجاج فساعدت آنذاك في نشاط الحركة التجارية وتبادل المنافع، خاصة أن عسفان تشتهر بمنتجاتها الزراعية والحيوانية والصناعات التقليدية.
وتحتضن عسفان إرثا تاريخيا، ومن ذلك الآبار الحجرية السبع والسوق القديم ومجاري العيون القديمة.