برغم الرحيل : “شون كونري” أفضل ممثل عالمي أدى أدوار الجريمة والجاسوسية

متابعة : طارق فتحى السعدنى

رحل عن عالمنا النجم العالمى شون كونري، الممثل الاسكتلندى عن عمر ناهز التسعين عاما الذى اشتهر بأداء شخصية جيمس بوند، وأصبح أحد أشهر نجوم العالم، وبحسب عائلته فقد رحل ، وتوفى أثناء نومه خلال وجوده فى جزر الباهاما، حيث كان مريضا لبعض الوقت.

فبحسب بعض التقارير، كان شون كونرى يعيش فى جزر الباهاما منذ قرار اعتزاله السينما فى عام 2003، وكان يعانى من مشاكل صحية ملموسة بما فيها مرض آلزهايمر, ليرحل عنا بعد سنوات قضاها في فضاء الفن التى طرقت أبوابنا منها ما آثار الجدل ومنها ما آثار الإعجاب، ليترك بصمة فنية أضافت لمكتبة السنيما العالمية رؤى مختلفة وإرثا فكريا ما زال ينهل منه ناشئة الفن حتى وقتنا هذا .

شون كونري، الذى يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه أحد أفضل الممثلين الذين صوروا الجاسوس الأيقونى، حصل على لقب فارس من قبل الملكة إليزابيث الثانية فى عام 2000 واحتفل بعيد ميلاده التسعين فقط فى أغسطس .

ولد في أغسطس عام 1930، في فاونتنبريدج، مدينة إدنبرة، اسكتلندا. والده هو جوزيف كونري، سائق شاحنة ووالدته يوفيميا مكبين، عاملة نظافة. لديه أخٌ أصغر منه سنًا, كان والداه فقيرين، وعاش في حي تملؤه رائحة طواحين المطاط ومصنع الجعة.

عندما كان رضيعًا، اعتاد أن ينام في درج الدولاب، لأن والديه لم يستطيعا تحمل تكاليف شراء مهد له ,.كبر في الشوارع وهو يلعب كرة القدم مع أولاد الحي. وفي سنوات عمره الأولى، كان يلقب بتام الضخم نظرا لبنية جسده العضلية وقدرته على التغلب على أصدقائه .

تلقى تعليمة في المرحلة الابتدائية في مدرسة تولكروس الابتدائية. كان جيدا في الرياضيات ولديه اهتمامٌ كبير في القراءة، وقد اعتاد الذهاب إلى الصيد مع أخيه وكان يتغيب عن المدرسة من أجل القيام بأنشطةٍ مسليةٍ خارجةً عن الروتين .

وفي عمر الثالثة عشر عاما تخلى عن المدرسة من أجل كسب المال لعائلته، وحصل على عملٍ بصفة بائع حليب في مدينة إدنبرة. وبعد ثلاث سنوات، انضمّ للقوات البحرية الملكية، ولكن فُصل بعد فترة لأسبابٍ طبيةٍ متعلقة بقرحة المعدة التي عانى منها. وعند عودته، عمل بصفة سائق شاحنة وعامل ومنقذ وملمّع توابيت من أجل مساندة عائلته .

كان كونرى متزوجًا من الممثلة ديان سيلينتو من 1962 إلى 1973. انفصل الزوجان عام 1973 وتوفيت سيلينتو عام 2011، وتزوج الرسامة ميشلين روكبرون عام 1975 .

ظل شون كونرى لأكثر من 40 عامًا بمثابة النجم الأفضل لدى الجماهير، وبخاصة بعدما اختير لأداء شخصية العميل 007 فى سلسلة أفلام جيمس بوند، ولم يتوقف تميزه عند هذه الشخصية بل واصل مسيرته الفنية بأعماله لا تنسى مثل الريح والأسد والرجل الذي سيكون ملكًا وإنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة , ثم جاء دوره كشرطى أيرلندى فى شيكاغو فى عصر الكساد فى فيلم “المنبوذين” عام (1987) ليمنحه جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد.

وحتى مع دخوله العقد السابع من عمره، ظلت قوة نجم شون كونرى قوية جدًا لدرجة أنه كان مطلوبًا باستمرار ويتقاضى أجرًا رائعًا، فبدا وكأن العمر يمنحه المزيد من الجاذبية لتسعى وراءه الأفلام .

فاز شون كونرى خلال سيرته بجوائز سينمائية متعددة منها جائزتى الأوسكار وجولدن جلوب لدوره فى فيلم “الممنوع لمسهم” (1987).

ويعرف ملايين عشاق الأفلام السينمائية فى كافة أرجاء العالم كونرى بالدرجة الأولى لأدائه دور وكيل الاستخبارات البريطانية جيمس بوند فى سبعة أفلام عن الوكيل 007. كما يعرف عن كونرى مواقفه المؤيدة لاستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة.
وفى بداية حياته المهنية، كانت لياقته البدنية هى رأس ماله كما يقال، وكان فيلمه الأول ممنوع العودة أحد أفلام الجريمة من الدرجة الثانية فى عام 1956، ونمت مكانته مع أفلام مثل من روسيا مع الحب والذهبي والكرة الأرضية .

ثم أثبت للجمهور قدرته على الخروج من قالب شخصية “جيمس بوند” بأفلام مثل جنون رائع و شالاكو و مولي ماجوير ، ثم قدم أفلام مثل انت تعيش مرتين فقط عام 1967 وفيلم الماس إلى الأبد عام 1971.

منحته BAFTA جائزة أفضل ممثل عن اسم الوردة وحصل على أوسكار عن فيلم الغير ملموس وبحلول التسعينيات، كان يتمتع بشعبية كبيرة لدرجة أن قناعه فى الملك ريتشارد فى روبن هود: أمير اللصوص أصبح أحد أبرز أحداث الفيلم .

وفى أوائل التسعينيات تعرض لإحدى الانتكاسات بإصابته بسرطان الحلق ، ثم لعب دور البطولة مع نيكولاس كيج فى عام 1996 فى فيلم الصخرة وفى عام 2000، لعب دورًا مختلفًا تمامًا وتلقى تقييمات إيجابية عن فيلم البحث عن المؤيد ، الذى لعب دور كاتب منعزل يرتبط مع لاعب كرة سلة أسود شاب هو نفسه كاتب طموح .

ومع ذلك، استمر فى أدوار الحركة بعد عيد ميلاده السبعين، حيث لعب دور المغامر الأسطورى آلان كواترماين فى عام 2003 فى فيلم ” “دور الأسياد الرائعين”. بعدها بعامين أعلن عن تقاعده فى عام 2005.

ونشر كونرى سيرته الذاتية، ” أن تكون سكوت ” التى كتبها بالاشتراك مع موراي غريغور فى عام 2008, حصل على العديد من المديح على مدار حياته المهنية الطويلة، بما فى ذلك مرتبة الشرف فى مركز كينيدى فى عام 1999 ومعهد الفيلم الأمريكى جائزة الإنجاز مدى الحياة فى عام 2006, وإلى جانب لقب الفروسية وجائزة الأوسكار.