تتلقفنا قوافيه ومعانيه،الشعر الشعبي لوحة من الإبداع الجذاب،

فتحلق مع إنسانية مافيه من ألفاظ ومعان تلامس الوجدان،

الشعر لغة الروح الأقرب

إلى الخلود فذاكرة البشر تحفظ المؤثر، وتبحث عنه،

ويستهويها طواريق الحالات الخاصة

وهذا ما نلاحظه عبر تجاوب الكثيرين معنا نقوم بنشر قصائد اجتماعية

ذات طابع إنساني،

فالناس أقرب إلى بعضهم والكلمة الصادقة تصل دون استئذان مهما كانت مساحة النشر

أو مكانته فالجيد هو الذي يفرض حالة النص على القارئ، وهذه الزاوية تصافحكم مع إبداعات

نفسية عقلانية شفافة تقترب من دموعكم لأن همها سكن صدر قائله قبل أن يصل إليكم،

ومع هذا الوصول يكون التواصل والاعتراف والنشر وهذا اليوم نسعد بنشر قصة

الشاعر محمد الفيحاني المعاصر الذي قتله الحب العذري من إعلام الشعر الشعبي في

الخليج توفي وهو في ريعان شبابه.

كان هذا الشاعر عف اللسان.. قوي الخيال.. جميل التصوير عذب القول.

له من الألغاز ما يدل على مقدرته وفهمه وحسن تعبيره.. أحب فتاة لم تكن

من نصيبه فظل وفيا في حبه هائماً فيه حتى أرهقه الحب واضناه المرض ونقل

إلى المستشفى حيث ظل يعالج إلا أنه لم يتماثل للشفاء وساءت حالته يوماً بعد يوم

وتوفي إلى رحمه اللّه في البحرين ولذلك انتشر بين الناس كشاعر قتله الحب العذري

شأنه شأن أغلب الشعراء من أهل العفة والصدق، ويتضح ذلك جلياً من خلال نصه الأدبي

الذي تقرؤون تفاصيله في هذا العدد والقصيدة كتبت وهو على فراش الموت وكانت آخر قصائده

توفي سنة 1355هـ وعمره 30 عاماً.

ما سمح قلبي يروح ولا يرى

زول محبوبه ولو هو من بعيد

اه واويلاه ياليته درى

كيف حبه في حشا روحي يزيد

او درى أني منه قد حالي برى

ذايب بالي عقب ما هو حديد

وان من الابعاد موحي المقبرى

يحفرونه لي وموقن بالوعيد

يالزيمي قول للي يحفرا

ويوسع الملحد علشان اللحيد

ويحجز بيني وما بين الثرى

عن عظام ناحلات كالجريد

وانت يادفان ياللي تقبرا

يامهيل التراب بالسرعه مجيد

حط من فوق القبر حتى يرى

بنيتين كالنصايب له شهيد

يعرفون القبر من جا ينظرا

يعرفونه قبر مذبوح الوديد

قبر من صان المودة واسترا

قبر من لا خان عهد للعهيد

من صبر للحب حتى بترا

زرع قلبه واودعه حب حصيد

تم عامين بجوفي ينسرا

نسر ملهوف الضواري في المصيد

كود ليمن جاه علمي يذكرا

وانعتوا قبري لمعلوقي وكيد

ياتي لقبري ويذكر ما جرى

يوم خلاني وسط قبري وحيد

وان سمح الدمع ودي ينثرا

فوق قبري عبرة مثل الوليد

اه منه لين صد ودبرا

رايح عني وخلاني فريد

كيف قلبه ساعته ثم اصبرا

كيف رجله له مشت فوق الصعيد

والذي هو غادي دونه ذرا

فدوه عن كل من جاله ضديد

كيف أجل لو مات وانا ارى

كان طريت السلب طر العنيد

واحترقت وكان قلبي قد وري

شب نار كنها نار الوعيد

تحتطم وسط الضمير وتسعرا

ما يبردها لو الثلج الجميد

ثم تلقاني على روس الذرى

نايح مع كل قمري يشيد

لين غرد طال نوحي واطهرا

وان هجع جريت انا نوحي سهيد

وانهمل وانهل دمعي وامطرا

مقلتين العين وادعاها هميد

ما هقا اني عقب موته في الورى

عايش والا وانا مثله فقيد