إشراقات في تاريخ السعودية
الملك فيصل إل سعود المؤسس الحقيقي للدبلوماسية السعودية
المملكة العربية السعودية هي أكبر دول الخليج العربي و إحدى أهم الدول العربية الذي عرفت عبر التاريخ خلال تعاقب الكثير من الدول وقد مرت المملكة خلال تأسيسها بعدّة مراحل؛ هي الدولة السعودية الأولى، والدولة السعودية الثانية، ثم توسعت إلى حدود الدولة الموجودة حاليًا، وهي المملكة العربية السعودية، وتعود تسميتها لمؤسس الدولة الأولى محمد بن سعود، أمّا المملكة بصفتها الحالية، فقد أسسها الملك عبد العزيز الذي استطاع أن يفتح الرياض عام 1902م؛ ليجعلها عاصمة له قبل أن يقوم بتوحيد جميع الأقاليم عام 1932م، وقد تعاقب على تولي منصب الملك بعده عدد من أبناءه، من أبرزهم , الملك فيصل آل سعود الابن الثالث من بين الذكور لوالده الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، و هو ثالث ملوك المملكة، والحاكم السادس عشر من سلالة آل سعود، ولد عام 1906م، لكن أمه الأميرة طرفة بنت عبد الله آل الشيخ توفيت بعد أشهر من ولادته، فنشأ في بيت جده لأمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وهو من سلالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد أولاه جده اهتمامًا وعطفًا كبيرا، وكان حريصًا على تعليمه العلوم الشرعية، فتعلم الكتابة صغيرًا، وختم القرآن قبل أن يبلغ العاشرة من عمره، فكان لذلك أثرٌ كبيرٌ على شخصية الملك فيصل آل سعود فيما بعد ..
فلم تقتصر خبراته على ما تلقاه في بيت جده، بل أخذ عن والده الملك عبد العزيز خبراته
بالأمور السياسية والعسكرية في سن مبكرة، ففي سن السادسة عشرة وتحديدًا عام 1922م قاد القوات السعودية التي أوكلت إليها مهمة تهدئة الوضع المتوتر في منطقة عسير، وبعد ثلاثة أعوام استطاع مع جيشه السيطرة على منطقة الحجاز ليعينه والده بعد ذلك نائبًا عامًا ورئيسًا للشورى، ليضاف له بعد ذلك في عام 1932م منصب وزير الخارجية، فكانت له مشاركة واسعة في حرب اليمن، وفي عام 1953م عينه والده نائبًا لرئيس مجلس الوزراء إضافة لكونه وزيرًا للخارجية، وبعد وفاة والده وتسلّم أخيه الملك سعود الملك ؛ عينه وليًا للعهد؛ ليصبح بعد ذلك مسئولا عن المال وخزينة الدولة سنة 1957م، ثم في 1959م تولي منصب وزارة المالية ووزارة الداخلية إضافة لمنصب رئيس مجلس الوزراء، لكن علاقته بأخيه الملك سعود توترت بعد ذلك فعُزل من بعض المناصب عدّة مرات وعاد إليها ..
وعندما اشتد مرض الملك سعود في عام 1964م عين فيصل نائبًا له في حالات وجوده وغيابه، وذلك بسبب غيابه المتكرر في رحلات العلاج، وبعد عدة تجاذبات ومعارك سياسية مع أخيه الملك سعود أعلن الملك فيصل آل سعود بتأييد من عدد كبير من شيوخ الشورى وعززها صدور فتوى دينية من مفتي السعودية بعد اجتماع مع علماء الدين والقضاء تنص على تولي الملك فيصل آل سعود الحكم.
عمل الملك فيصل آل سعود على تقوية اقتصاد البلاد، فطالب بتعديل اتفاق مرابح النفط مع شركة أرمكوا , فشهد مجال الزراعة تطورًا كبيرًا من خلال تقنيات الزراعة الحديثة والاهتمام بالتمور ومعالجة التصحر , وقام ببناء عدد من السدود على أطراف الأودية للاستفادة من مياه الأمطار، وقدّم تسهيلات كبيرة على قروض المزارعين، وشهدت مجال الصناعة والتجارة تطورًا كبيرًا، إضافة للاهتمام الواسع بالصحة وبطرق المواصلات…
أما في أطار السياسة الخارجية؛ فقد اهتمّ الملك فيصل آل سعود بشكل كبير في القضية الفلسطينية، وهو ما بدى واضحًا قبل ذلك في خطبته على منبر الأمم المتحدة سنة 1963م عندما كان وليًا للعهد، وفي أثناء حكمه رفض الاعتراف بإسرائيل رفضًا قاطعًا، وتعهد بتقديم الدّعم المالي الكافي لمصر بهدف إزالة آثار النكسة فى 1967 رغم خلافاته الكبيرة مع عبد الناصر , وكان من أهم مواقف الملك فيصل آل سعود التي لا تنسى قطع إمدادات البترول أثناء حرب أكتوبر عن إسرائيل ..
كما قام الملك فيصل آل سعود بتعزيز علاقات المملكة العربية السعودية مع العديد من دول العالم، ومن أهمها فرنسا وبريطانيا، وذلك من خلال عددٍ كبيرٍ من الزيارات المتبادلة، كما زار الولايات المتحدة، لكنه رفض أي علاقات مع الدول الشيوعية باعتبار أن مبدأ الشيوعية هو مبدأ يتعارض بشكل كبير مع أحكام الشرعية الإسلامية …
فقد أمضى أربعين سنة من عمرة في المشاركة والمسئولية منذ كان نافعا يسهم مع والده الملك عبد العزيز فى غزوات توحيد البلاد جنديا أو قائدا أوفى الحكم , وشهدت فترة حكمه حيوية وتقدما فى شتى المجلات إذ يعتبر بحق المؤسس الحقيقي للدبلوماسية السعودية