تمرس فى الحكم وهو فى سن مبكره:
“حمد بن عيسى آل خليفه” الملك العاشق للتراث وللخيول العربية
تربى منذ نعومة أظافرة على فصاحة وسلامة اللغة العربية من خلال حفظه للقرآن الكريم على يد علماء متخصصين انتقاهم له والده بعناية فائقة ؛ ثم تعلم فى مدارس البحرين الإبتدائية وبعدما شب عوده وأصبح فى المرحلة الثانوية قرروالده سفره إلى المملكة المتحدة لتكملة تعليمه هناك .
عرف عنه
منذ شبابه حبه للتراث البحرينى والخليجي وعمل بشكل كبير على جمع ذلك التراث والاحتفاظ به للأجيال القادمة ؛ كما أنه مولع بحب الخيل ومعرفة كل المعلوات والأبحاث التى أجريت حولها .
الملك حمد بن عيسى آل خليفة ؛ من مواليد الثامن والعشرين من شهر يناير لعام 1950 م؛ ملك مملكة البحرين. وهو أكبر أنجال الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين، وأصبح أميراً على البحرين في 6 مارس 1999، وملكاً عليها في 14 فبراير 2002.
وقد تخصص الشيخ “حمد” في دراسة العلوم العسكرية في مدارس وجامعات إنجلترا، فالتحق في 14 سبتمبر 1967م بدورة عسكرية في كلية “مونز” الحربية للضباط بإنجلترا وتخرج فيها في فبراير 1968م.
والشيخ ” حمد” متذوق للغة العربية وفصيح اللسان وبليغ الخطاب ؛ وذلك نتيجة تربيته الأولى ، والسبب في ذلك يرجع إلى نمط التربية التي تلقاها على يد متخصصين ؛ حيث حرص والده على انتقائهم بنفسه، واقتنع الوالد بأن أفضل وسيلة لتقويم لسان الطفل هي تعليمه تلاوة القرآن الكريم، فاستعان في ذلك بكبار المحفظين.فشبَّ يعشق الشعر العربي ويتذوقه، وبعد أن انتهى من دراسته الأولية في مدراس البحرين الابتدائية ؛ ثم أدخله والده مدرسة “ليز” الثانوية في مدينة كامبريدج التي بها أعرق الجامعات البريطانية.
تقلَّد الشيخ “حمد” منصب ولاية العهد في سن مبكرة، حيث أصبح الرجل الثاني في سُلَّم الحكم وهو لم يزل في الرابعة عشرة من عمره، فقد أصبح وليًّا للعهد في 27 يونيو 1964 ثم سافر من إنجلترا إلى ولاية كنساس بالولايات المتحدة الأمريكية في يونيو من عام 1971م؛ ليلتحق بكلية القيادة ورئاسة الأركان، وقد منح من قبل عمدة مدينة كنساس وسام الحرية في حفلة بهيجة ؛ وبعد عامين في الولايات المتحدة عاد إلى بلاده حاملاً شهادته الجامعية بدرجة الشرف في قيادة الأركان في 26 يونيو 1972م. وقد تدرَّب الشيخ “حمد” على قيادة الطائرات الهليكوبتر عام 1977م، حيث تخرج كقائد طيار لهذا النوع من الطائرات في 14 يناير 1978م.
ومنذ تولى منصب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة عام 1975م؛ أولى اهتماما بالغا بتاريخ أصول سلالات الخيول العربية في البحرين، وشهدت تلك الرياضة في عهده طفرة ملحوظة.
وقد انتقلت اهتمامات ولي العهد من دراسة تاريخ الخيل وتوثيقها إلى دراسة تاريخ الشعب البحريني، فأنشأ مركزًا لتجميع الوثائق البحرينية ونشط في ذلك، فكان يبذل جهدًا في الحصول على تلك الوثائق وتجميعها من الدول التي كانت لها علاقات تاريخية مع البحرين، واهتم اهتمامًا خاصًّا بوثائق أجداده العتوب، ونشر ذلك تباعًا في مجلة خاصة أسماها الوثيقة.
عندما أعلن وفاة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين في السادس من مارس من العام الماضي 1999 ؛ عقد مجلس الوزراء البحريني جلسة استثنائية نعى فيها الأمير السابق، ونقل مقاليد الحكم لوريثه ولي العهد الشيخ حمد .
وبعد ثلاثة أيام من موت الأب الشيخ عيسى وولاية الابن الشيخ حمد، تم تعيين الابن الأكبر للشيخ حمد الشيخ سلمان بن حمد وليًّا للعهد؛ لتظل دائرة الحكم في أسرة آل خليفة مكتملة، وتظل العجلة تدور كما دارت منذ قرنين من الزمان هي مدة حكم أسرة آل خليفة للبحرين حتى الآن.
وقد ثم تغير لقبة من الأمير الشيخ فأصبح الملك حمد بن عيسى آل خليفة منذ 14 فبراير، 2002 حتى الآن.
ومن أهم آرائه ؛ أن الوجود العسكري الأجنبي (الأمريكي بصفة خاصة) على أراضي بلاده وفي منطقة الخليج ضمن اتفاق إستراتيجي لم يَعُد أمرًا محرجًا، وإن كان في الوقت نفسه يدعو إلى وجود قوة عسكرية خليجية مشتركة قوية فنيًّا وعسكريًّا.
أما عن الديمقراطية وتداول السلطة فيقول: إن النموذج الغربي لا يصلح لدول الخليج، واقترح في عام 1989م؛ إنشاء برلمان خليجي موحَّد يضم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وعن موقفه من العراق فقد أعلن أنه يرفض تقسيم هذا البلد المهم في خريطة العالم العربي، ويؤمن بالحل السلمي من خلال عمليات التفاوض لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ويدعو في هذا الشأن الفلسطينيين إلى عدم التفريط في حقوقهم التاريخية المشروعة.
وبالنسبة لخلاف بلاده مع دولة قطر حول أحقية كل منهما في السيادة على جزر حوار، فقد فشلت جهود تسوية هذا الخلاف الحدودي الطويل داخل البيت الخليجي أو في إطار البيت العربي، فرفع الطرفان القضية أمام محكمة العدل الدولية .
وقد أصدر في السادس عشر من ديسمبر 2000م ؛ قرارًا هامًّا ترتب عليه عودة الحياة النيابية إلى البحرين بعد توقف دام لأكثر من 25 عامًا، وينص القرار على إنشاء مجلسين أحدهما للنواب والآخر للشورى، وإجراء انتخابات نيابية حرة مباشرة في العام (2001م) عقب انتخابات المجالس البلدية التي ستجرى في العام نفسه.