كتب : أحمد الرفاعى
تقول الأساطير عن الملكة سميراميس، عن ولادتها أنها خرجت من بيضة كبيرة، وجاءت حمامة بيضاء كبيرة غحتضنتها حتى فقست،
وكانت أسراب الحمام تحيط بالطفلة طوال نشأتها الأولى..
تقدم لها الطعام والحليب، ثم فجأة انقلبت حياتها إلى مرحلة جديدة من المعاناة، حيث إكتشف الرعاة سرقة الطيور للحليب والجبن،
فراقبوها حتى عرفوا مكان الطفلة، وأنها هي التي كانت تشرب الحليب، وعقابا لها أخذوها إلى خيامهم، ثم قرروا بيعها في سوق
نينوى الكبير، وأطلقوا عليها سميراميس، وتعني الحمامة في اللغة الآشورية.
في السوق، أعجب بها رجل عقيم لا ينجب، فاشترى الطفلة من الرعاة، وذهب بها إلى زوجته لتعتني بها وتصبح ابنتها، كبرت
سميراميس وصارت بارعة الجمال، وفي يوم ما عندما كان مستشار الملك أوناس، يتفقد أحوال الناس رأى سميراميس، وأعجب بجمالها، فطلب الزواج منها.
وبالفعل تزوجها، وأنجب منها طفلين وأسماهما هيفاته وهيداسغه، وعاشت سميراميس مرة أخرى حياة هادئة بجوار زوجها أوناس، وكانت بمثابة مستشار له، وعندما سافر زوجها بأوامر من الملك للعاصمة ليتابع إحدى معاركه أخذها معه، وهناك قامت بالإشراف على المعركة ووضع الخطط الحربية.
وعندما نجحت حملة الملك واستطاع اجتياح العاصمة، أعجب الملك بها كثيرا، وطلب من زوجها أن يتركها له، وهدده بقلع عينيه إذ لم يستجب، وبالفعل اضطر زوجها للتنازل عن سميراميس للملك بسبب خوفه، ومات فور زواجها من الملك، وأنجبت منه نيناس، وحكمت سميراميس مع الملك حتى توفي، وأصبحت حاكمة بلاد ما بين النهرين.
وعلى الرغم من القصص الأسطورية التي تروى عن حياة سميراميس، إلا أنها ملكة آشورية حقيقية، فهي سمورامات أم الملك أداد نيراري الثالث الذي حكم العراق من 783 حتى 810 ق.م، وهي أيضا زوجة الملك شمشي أدد الخامس الذي حكم من 823-811 ق م.
بعد وفاة زوجها أصبحت وصية على ابنها أداد نيراني، وحكمت لمدة 5 سنوات لحين بلوغ ابنها سن الرشد، إلا أنها كانت مشاركة في الحكم منذ أيام زوجها، وكذلك مع ابنها لسنوات طويلة.
شهد العراق توسعات كبيرة خارج حدوده، أخذت جيوش العراقيين في السنوات اللاحقة بالتوغل بعيدا في آسيا، وهناك اشادت الملكة متنزه فسيح مقابل جبل باجستان، و عدد آخر من النوافير المزخرفة عند ايكافاتانا.
وقد فاقت شهرتها اي من النساء المقاتلات في تلك العصور، يقال ان سميراميس كانت مسؤولة عن أنشأ العديد من مدن العالم القديم، التي أقيمت على نهري دجلة والفرات، وكذلك عن اقامة العديد من اجمل واروع الاضرحة الفريدة والمواقع النادرة الاخرى في كل آسيا.
أما عسكريا فقد استولت على ميديا واخضعت مصر والجزء الاكبر من الحبشة، وكذلك قامت بحملة لاخضاع الهند، فانشأت جيشا جرارا لهذا الغرض ونجحت في عبور نهر السند، لكن جيشها جوبه باعداد هائلة من الفيلة المدربة مما افزعوا الخيل والجند، وانسحب جيشها فارا و تعرضت هي نفسها لطعنة كادت تودي بحياتها، و تمكنت بعد جهد شاق من عبور النهر، و هنا امرت بتدمير الجسر كي لا يستطيع العدو من العبور عليه لملاحقتها.
كانت تشتهر بان لها قوة خارقة كبطلة عراقية إذ تكاد ان تكون الرديف الانثوي للبطل الذكوري كلكامش، كانت تمتلك عيون ساطعة رغم كثافة رموشها و نظراتها الودودة، لكن يشع منها وهج عبقرية القائد.
حسب الاسطورة الرائجة، قد دام حكمها 42 عاما، لكن الواقع انها كانت تحكم سوية مع زوجها الملك، فقط السنوات الخمس
أفلام عن الملكة سميراميس.
ملكة بابل عرض في السينمات عام 1954.
أنا سميراميس عرض في السينمات عام 1963.
المصدر
سميراميس ملكة آشور وصاحبة بابل ونينوي لـ سليم سعدة.