كتب : أحمد الرفاعى
يعود أصل المغول إلى هضبة منغوليا في صحراء غوبي الواقعة على أطراف بلاد الصين الشمالية، وقد كانت قبائل المغول تعيش جنباً
إلى جنب مع قبائل أخرى وكان فيما بينها صراع وقتال وخصوصاً مع التتار..
وقد كانت هذه القبائل جميعها تعبد الكواكب والأوثان كما كانت الشامانية منتشرة فيما بينهم وهذه تقدس أرواح الأجداد وتقدم الحيوانات
المفترسة كقرابين، وعلى الرغم من الصراع القائم بين القبائل إلا أنهم استطاعوا التوحد وتأسيس أكبر إمبراطورية في التاريخ في مدة
قصيرة، وقد امتدت الإمبراطورية المغولية من سيبيريا وبحر البلطيق شمالاً إلى حدود الجزيرة العربية الشماليّة وبلاد الشام وفلسطين
جنوباً، ومن الجزر اليابانية والمحيط الهادئ من الشرق إلى وسط القارة الأوروبية من الغرب، تاركين ورائهم الخراب والدماء..
ويذكر أن المؤرخون أن المغول كانوا ينقسمون إلى ستة قبائل رئيسيّة وهذه القبائل وهي.
قبيلة القيات الصغيرة التي جاء منها جنكيز خان، وقد كانوا يعيشون في جبال قراقورم وشواطئ الشعب العليا.
وقبيلة الأويرات وهي قبيلة كثيرة العدد كانت تقيم في لمنطقة الواقعة بين بحيرة بايكال ونهر أونن.
وقبيلة النايمان وهي من قبائل الأتراك الذين كانوا يغلب عليهم الطابع المغولي وكانوا يقيمون في أقاصي الغرب.
وقبيلة الكراييت وهي أقوى القبائل المغولية في الفترة الممتدة من القرن الخامس وحتى السادس للهجرة، وكانت تعيش في جنوب
بحيرة البايكال والواحات الشرقية من صحراء غوبي.
وقبيلة الماركييت التي كانت تمتلك جيشاً جباراً وقوياً، وكانت تعيش في شمال بلاد الكراييت، وقبائل التتار التي تعرف ببطشها وجبروتها
إضافة إلى أنها كانت أكثر قبائل المغول رفاهية.
تأسيس دولة المغول.
كانت القبائل المغولية في حالة مضطربة وهمجية ومع هذا الاضطراب كان هنالك محاولات لتوحيدها إلا أن هذه المحاولات كانت غير
ناجحة، ويذكر المؤرخون أن جد المغول (بدانتسار) استطاع الوصول إلى زعامة القبيلة بدهائه كما استطاع ابنه (قيدو) أن يزيد من رعاياه
وأن يتخذ لنفسه لقب خان وهنا كانت بداية تأسيس مملكة المغول..
بعد أن وصل جنكيز خان إلى حكم المغول استطاع توسيع امبراطوريته وقام بتقسيمها بين أبنائه من زوجته الأولى، وهذا الأمر كان ينص
عليه اليساق (تشريع المغول)، فكانت روسيا، والقوقاز، وخوارزم، وكذلك بلغار (مدينة قازان في روسيا) وكل ما يمكن ضمه من الجهة
الغربية تحت سيطرة ابنه الأكبر جوجي..
أما ابنه جغطاي فقد كانت تركستان الغربية وبلاد الأويغور (ولاية كانسو في الصين) وكذلك بلاد ما وراء النهر تحت سيطرته، وكانت
خراسان وفارس وكل منطقة يمكن ضمها من بلاد العرب وآسيا الصغرى تحت سيطرة ابنه تولوي، أما ابنه أوغطاي فقد أعطاه بلاد المغول
والخطا (تركستان الشرقية) والصين وكل ما يمكن ضمه من الجهة الشرقية..
المصدر
كتاب دولة المغول والتتار لـ محمد علي صلابي.