صورة عربية مشرقة
المخرج مصطفى العقاد.. أفلامه شكلت علامة مميزة فى العالم العربى و السينما العالمية
عرف مصطفى العقاد وسط عالم الشهرة والأضواء بإنه “مخرج الأفلام الدينية والمرعبة”، كما جمع خلال مسيرته الإخراجية بين نوعين مختلفين تمامًا من الأعمال السينمائية، ورغم قلتها إلا أنها, لكن لم يمهل القدر العقاد أن يحقق حلمه ورسالته الأساسية لصناعة أفلام تخدم القضايا في الشرق الأوسط وتسلط الضوء على الشرق بصورة جيدة إذ أدرك أهمية الرسالة الموجهة في السينما حيث تحاكي الغرب بأدواتهم الإعلامية، فخلف لنا حلمه يمشي في صالات السينما العالمية ورحل على يد الإرهاب الغاشم إثر تفجير فندق في عمان في 11 نوفمبر2005 ,
المخرج مصطفى العقاد لمن لا يعرفه هو مخرج ومنتج سينمائى سورى المولد أمريكى الجنسية ولد فى حلب بسوريا في عام 1930. وبدأ شغفه بالأفلام يكبر معه منذ صغره حتى وصل إلى عامه التاسع عشر ثم غادرها للدراسة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى جامعة كاليفورنيا، وأقام فيها حتى أواخر مراحل حياته وأثناء الدراسة حصل على جائزة أفضل فيلم قصير فى الجامعة، وبعد التخرج لم يعد إلى سوريا بل أكمل حياته فى أمريكا وعمل كمساعد مخرج لألفريد هيتشكوك,
وعندما غادر العقاد سوريا متوجها إلى الولايات المتحدة، أعطاه والده ثمن التذكرة بالإضافة لنسخة من القرآن الكريم حيث كان ذلك كل ما باستطاعة والده أن يقدمه له,
بدأ العقاد عمله الاحترافي من التلفزيون حيث قام بإنتاج سيرة ذاتية تتحدث عن مختلف الجماعات الإثنية في الولايات المتحدة الأميريكية وكيف تؤثر خلفياتهم الإثنية على أسلوب حياتهم في الولايات المتحدة الأميريكية. عرضت عليه محطة NBC راتباً أفضل مقابل ألا يضع اسمه على ذلك المشروع، وهنا تعلم مصطفى العقاد درساً هاماً وهو أن سمعة المنتج أكثر أهمية من المال,
وسلسلة أفلام هالوين تنتمي لنوعية أعمال الرعب بدأت عام 1978 وانتهت عام 2002، أنتجها مصطفى العقاد، وأخرجها عددًا من المخرجين مثل “توم لي والاس”، “ريك روسينتال”، و”جون كاربينتر”.
عام 2018 أصدرت النسخة الـ11 من الفيلم وتم إهداءها للمخرج مصطفى العقاد، والتي حققت ثاني أعلى إيرادات في أولى أيام افتتاحه بعد فيلم “venom”، كما تم الاحتفاظ بالنسخة الأصلية من الفيلم مكتبة الكونجرس الأمريكي باعتباره أثر حضاري يعبر عن عيد الهالوين في الولايات المتحدة عام 2006,
و في عام 1976 صنع مصطفى العقاد أول أفلامه المميزة اشتهر كمخرج سورى عالمى فى هوليود ومن أشهر أفلامه – الرسالة وأسد الصحراء (عمر المختار) فالأول الذي كان من بطولة أنتوني كوين وإيرين باباس يحكى قصة بعث الرسالة النبوية على رسول الله محمد بن عبد الله والهجرة التى قام بها من مكة إلى المدينة ونشأة أول دولة إسلامية، تم إنتاجه عام 1976، مع عمل نسختين واحد بالعربية وواحدة بالإنجليزية ,
لكن لم يحقق الفلم نجاحاً كبيراً في مبيعات شباك التذاكر الأميريكي بسبب عدم إظهار وجه النبي محمد في المشاهد لأسباب دينية، إلا أنه حقق نجاحاً ضخماً في باقي أنحاء العال ,
لقد كان العقاد يري أن الفن العالمي بإمكاناته الكبيرة يجب أن يخدم قضايا العروبة والإسلام، وأنه وجد لنفسه في هذا الاتجاه سبيلاً، بدلاً من أن يقدم الأفلام الفارغة المضمون والأفكار,
ولكن يد الإرهاب لم تمهل العقاد أن يتابع تحقيق أحلامه لإخراج القيم العربية الإسلامية إلى العالم منذ الرسالة إلى عمر المختار، فصلاح الدين الأيوبي، فرؤيته لمناضلي الشيشان، وامتدادا لتاريخ الأندلس العريق عبر الحكم الإسلامي العربي هناك ,
من أقواله على أحد البرامج التلفزيونية أيضا، عندما سئل عن الوضع السياسي في العالم العربي و ما علاقته بمعالجة مواضيع تاريخية، قال «الشي الوحيد الذي يمكننا أن نفتخر به اليوم نحن العرب هو تاريخنا ,
ومع مرور السنوات العديدة فأعمال العقاد تستحق المشاهدة ولا تفقد قيمتها بمرور السنين لأنها مصنوعة لكل الأجيال ولكل الأوقات فحتى الآن لا نزال نشاهد فيلم الرسالة بعد ثلاثين عاما على إنجازه ,
والجدير بالذكرأن فيلم الرسالة دبلج لأكثر من ثلاثين لغة كما أنه يعد الفيلم الأكثر مشاهدة في العالم الإسلامي حيث تحرص القنوات التلفزيونية إلى يومنا هذا على بثه في ذكرى المولد النبوي الشريف ,