تهوى المشي فى حقول الألغام :
المخرجة “هيفاء المنصور” عرفت العالم بالسينما السعودية
إعداد : سامي دياب
دخلت “عش الدبابير” بإرادتها منذ البداية ؛ فهي دأبت على تقديم أعمال فنية سينمائية تتناول مواضيع جادة ومختلفة ؛ كانت محاولة النقاش فيها يعد المحرمات في المجتمعات الشرقية.. لكنها كانت تؤمن كثيرا بالفكر المستنير والمطالبة بحقوق المرأة …
كانت السينما دائماً تمثل لها شغفاً كبيراً ؛ على الرغم من عدم وجود صالات للسينما فى السعودية فى فترة طفولتها ؛ لكنها اطلعت على السينما الغربية والعربية ؛ وكان الممثل جاكي شان ممثلها المفضل …
وقد مشت في حقل الألغام ؛ ونجحت أن تكون أول مخرجة سينمائية سعودية ؛ وقامت بإخراج أفلاما تناقش قضية انفتاح المجتمع السعودي.
درست الأدب الإنجليزي المقارن في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتخرجت عام 1997 لتلتحق بالعمل الوظيفي ؛ ثم أنهت درجة الماجستير في الفيلم والنقد السينمائي من جامعة سيدني عام 2009م …
ولدت المخرجة السعودية هيفاء المنصور؛ في العاشر من أغسطس لعام 1974 م ؛ من مواليد الأحساء وأصولها من الزلفي في نجد ، وتزوجت من الأمريكي برادلي نيمن وهو المسؤول عن مكتب الشؤون الخارجية في القنصلية الأمريكية بالظهران.
ونجحت في تصوير أول فيلم سعودي طويل يتم تصويره داخل المملكة وأول فيلم يمثل السعودية في سباق الأوسكار…
ومن أهم أعمالها الفنية أفلام ” مبتعثات ؛ الرحيل المر؛ أنا والآخر؛ نساء بلاظل ؛ وجدة ؛ نابلي إلى الأبد “…
كانت بدايتها مع فيلمها القصير (من؟)، وقد عملت على إرساله عبر البريد الإلكتروني إلى الأصدقاء و الأقارب. وانطلقت بعد ذلك في سلسلة من الأفلام القصيرة منها فيلم “الرحلة المريرة” و “أنا والآخر”.”
بدأت بتصوير أفلامها عن طريق تقنية الديجيتال الحديثة، و لكنها صوّرت فيلمها (أنا و الآخر) سينمائيا، و يعتبر ذلك من التجارب الرائدة على مستوى السينما المستقلة الخليجية. كما أنه واحد من أبرز التجارب السينمائية في الخليج العربي حيث تم تصويره في الإمارات، وهو يعالج قضايا التعدد الفكري في السعودية.
قامت بكتابة السيناريو وإخراج أول فيلم روائي طويل وجدة ؛ في عام 2012 م ونال الفيلم اهتماماً دولياً كبيراً لكونه أول فيلم سينمائي يُصور بالكامل في العاصمة السعودية الرياض، وتم إخراجه بوساطة امرأة…
ويعد الفيلم الوثائقي (نساء بلا ظل) من الأعمال المميزة لها، وقد أثار جدلاً كبيراً بعدما تم عرضه في منزل القنصل الفرنسي في جدة برعاية القنصلية الفرنسية، ونادي “أصدقاء الثقافة” الفرنسي، وهو أول فيلم يعرض لها داخل السعودية، ويناقش قضية المرأة في المجتمع السعودي والإشكالات الثقافية والفكرية.
وقد حاز الفيلم على جائزتين دوليتين في العام 2004، وقد حصل على شهرة واسعة، حيث تم عرضه في الولايات المتحدة ومهرجان دبي الثقافي لسينما المرأة، ومهرجان فلاينغ بروم العالمي لسينما المرأة في العاصمة التركية أنقرة، وكذلك بينالي السينما العربية في باريس ؛ ورشح للعرض في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام القصيرة والتسجيلية ومهرجان بيروت السينمائي ومهرجان مونتريال للعالم العربي في كندا.
آخر أعمالها الفنية هو فيلم “نابولي إلى الأبد” والتي قامت بإخراجه فى عام 2018، وهو مأخوذ من كتاب يحمل نفس العنوان للكاتبة تريشا توماس…
وقد حصلت ” المنصور” على جوائز عدة منها الخنجر الذهبي لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي وتعدّ تلك الجائزة أول ذهبية في تاريخ السينما السعودية ؛ وفي مطلع 2019 تلقت جائزة الكريستال في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لقيادتها للتحول الثقافي في العالم العربي ؛
كما شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات المحلية والدولية المتعلقة بالسينما.