يعد المتحف المصري الكبير أحد أهم المشروعات القومية المصرية الذى بشكل إضافة كبيرة للسياحة المصرية بل وللسياحة الثقافية والاعلامية العالمية، بالاضافة الي انه يعكس مدي التعاون المصري الدولي حيث أنه يعتبر واحدا من أكبر المشروعات الحضارية والأثرية في العالم، وأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة وهي الحضارة المصرية القديمة
تم بناء المتحف فى 2005 على مساحة بلغت 117 فدانًا بعد أميال قليلة من غرب القاهرة وعلى بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة. ليستوعب 4 مليون زائر سنوياً بمعدل 15000 زائر يوميًا،ويكون صرحا لملتقى الحضارات القديمة والحديثة ،
كما تقع مباني المتحف على مساحة 100 ألف متر مربع، من ضمنها 45 ألف متر للعرض المتحفي، وتشمل المساحة المتبقية مكتبة متخصصة في علم المصريات، ومركزاً للمؤتمرات، ومركز أبحاث، ومعامل للترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم، ومحال بيع المستنسخات والهدايا، ومواقف انتظار السيارات
ويكون أيضا نموذجا لامتزاج الأصالة بالحداثة، والتاريخ بالعلم الحديث، بالإضافه الى موقعه المتميز أمام أهرامات الجيزة حيث يمكن للسائح التقاط صور “سيلفى” مع الأهرامات أثناء استمتاعه بمشاهدة مقتنيات الملك توت عنخ آمون، وهناك مطار سفنكس الذي يبعد ١٥ دقيقة من موقع المتحف مما سيساهم فى تسهيل حركة السائحين إليه ويتيح لهم فرصة التوجه للمدن السياحية المختلفة بعد زيارة المتحف مثل مدينة شرم الشيخ أو مدينة العلمين الجديدة، كما سيعطى فرصة كبيرة لتنويع البرامج السياحية ومزج السياحة الثقافية مع الأنماط السياحية الأخرى ومنها السياحة الشاطئية .
ويهدف مشروع المتحف المصري الكبير الي دعم حفظ وترميم التراث الثقافي والتاريخي، وتعزيز الأنشطة المتعلقة بالمجال المتحفي كعرض القطع الأثرية والأنشطة التعليمية , بالأضافة إلى رفع مستوى الخدمات السياحية في محافظة الجيزة والعمل على زيادة عدد السائحين مع خلق حافز جديد لمد فترة إقامتهم فيها.
وصلت تكلفة المشروع حوالى مليار دولار، خصصت اليابان منها قرضًا منذ أكثر من 6 سنوات 450 مليون دولار لتمويل المشروع فى حين تمول الحكومة المشروع بنفس القيمة
حيث يضم المتحف العديد من الكنوز الأثرية والحضارية التى تميز مصر والتي سينفرد المتحف بعرضها، حيث أنه سيعرض لأول مرة المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ أمون والتي يصل عددها الى ٥٠٠٠ قطعة اثرية فريدة، وسيستقبل تمثال الملك رمسيس الثاني الذى تم نقله فى عام 2006 لموقعه النهائي الجديد في بهو المتحف المصري الكبير زائري المتحف،
كما يضم المتحف أيضا متحفًا للطفل ومركزا تعليميًا ومركزًا للحرف اليدوية وفصولا تعليمية ومتحفًا مخصصًا لمراكب الشمس، وأول ميدان لمسلة معلقة، ونظراً لوقوع المتحف أمام أهرامات الجيزة، تم تصميم الواجهة على شكل مثلثات كل مدى تنقسم إلى مثلثات أصغر في إطار رمزي للأهرام، وذلك طبقا لنظرية رياضية لعالم بولندي تتحدث عن التقسيم اللانهائي لشكل المثلث، وقاعة خاصة لعرض توابيت “خبيئة العساسيف” ” القادمة من الأقصر التي عثرت عليها البعثة المصرية في أكتوبر الماضي بجبانة العساسيف الأثرية ، وذلك لإبراز قيمتها الأثرية والتاريخية والفنية . وهى عبارة عن مجموعة متميزة من 30 تابوتا خشبيا آدميا ملونا لرجال وسيدات وأطفال ،في حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة، حيث تم الكشف عنهم بالوضع الذي تركهم عليه المصري القديم، توابيت مغلقة بداخلها المومياوات، مجمعين في خبيئة في مستويين الواحد فوق الآخر، ضم المستوى الأول 18 تابوتا و المستوي الثاني 12 تابوتا
بالإضافة لمباني الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية التي سيزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند المصري القديم، ومن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100,000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، مما سيعطي دفعة كبيرة لقطاع السياحة في مصر،
والجدير بالذكر إن شبكة قنوات ديسكفري، قامت بتصوير وإنتاج ثلاثة أفلام ترويجية عن المتحف المقرر افتتاحه فى عام 2020، بالتنسيق مع وزارة السياحة لعرضهم على قنوات الشبكة المختلفة في العديد من الدول حول العالم، وذلك قبل افتتاح المتحف للجمهور لخلق شغف عالمي حول افتتاح هذا الصرح الثقافي الكبير .
تم نقل حوالي 249 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير ومنطقة آثار تل بسطا بالزقازيق، من أهمها تمثال ثلاثي من الجرانيت الوردي يتوسطه الملك رمسيس الثانى وعلى جانبيه المعبود بتاح والآلهة حتحور وهو من نتاج أعمال حفائر البعثة المصرية الألمانية المشتركة في منطقة تل بسطا .
وهو من القطع الثقيلة التي ستعرض على الدرج العظيم بالمتحف، وتبلغ أبعاده 198×155×58 ويزن حوالى 4 أطنان. وتم نقل التمثال إلى معمل ترميم الآثار الثقيلة بالمتحف لفحصه وإجراء أعمال الترميم اللازمة له قبل عرضه ضمن القطع الثقيلة على الدرج العظيم.
ومن أهم القطع المنقولة أيضًا مجموعة متميزة من التماثيل الملونة المصنوعة من الحجر الجيري والتي تصور كبار رجال الدولة والكتبة من عصر الدولة القديمة بالإضافة إلى مجموعة من الأبواب الوهمية المصنوعة من الحجر الجيرى ايضاً والمزينة بالنقوش والكتابات الهيروغليفية والخراطيش الخاصة بالملك بيبى.
كما تعرض فيه ولأول مرة مجموعة الملك توت عنخ آمون مجتمعة في مكان واحد و التي يصل عددها إلى أكثر من 5000 قطعة، بالإضافة إلى بهو المتحف حيث يوجد تمثال الملك رمسيس الثاني وعمود ابنه الملك مرنبتاح، والدرج العظيم الذي سيضم 87 تمثالا ملكيا و عناصر معمارية ضخمة من بينها تمثال لكل من الملك خفرع و منكاورع و سنوسرت و اخناتون و امنحتب الثالث
وقد قامت اللجان المعنية بعمليات الاستلام والترميم الأولى والتغليف والنقل بإجراء أعمال الترميم الأولى للقطع الحرجة والتى تحتاج إلى ترميم قبل عمليات التغليف وتم إعداد تقرير حالة عن كل قطعة لإثبات مظاهر التلف.
كما تم تغليف القطع الثقيلة على قواعد خشبية مبطنة بالفوم الخالى من الحموضة وتغليف القطع الصغيرة داخل 15 صندوق خشبى
وفيما يتعلق بالصعيد الاعلامي الدولي فقد وصفت جريدة “التايمز” البريطانية المتحف بانه “أعظم مشروع حضاري وثقافي خلال القرن الحالى واختارته كثاني أهم 10 مشاريع ضخمة، من المتوقع أن يكون لها دور مهم في الحضارة الإنسانية خلال الفترة المقبلة .
كما وصفه بالعبارة نفسها ستيفن جرونبرج عضو فريق التصميم الخاص بالقاعات الداخلية للمشروع،وتنبأ للمتحف بالتفوق على متاحف العالم من حيث أهميتها كاللوفر وبرلين والمتحف البريطاني وغيرها، لكونه متحفاً حديثاً يحتضن روائع الحضارة المصرية .
كما أثارالإعلان عن إنشاء المتحف المصري الكبير شغف المؤسسات الثقافية والمواقع الاعلامية والأفراد في أنحاء العالم، فعلى مدار شهر منذ الإعلان عن إنشائه وردت نحو 5 ألاف رسالة بريد إلكتروني على موقع المتحف للاستفسار عن محتوياته وطريقة بنائه، وقد تجاوزعدد المواقع التي تتحدث عن المتحف على الإنترنت المليون موقع باللغة الإنجليزية فقط.، مما يعكس قيمته وأهميته العالمية .