منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
منوعات

الفلك  بدأ في الحضارات القديمة وأصبح من أحد أهم العلوم الحديثة

19/ يناير /2021
avatar admin
113
0
كتب :أحمد الرفاعى 
علم الفلك هو الدراسة العلمية للكون، وكل الأجرام الموجودة في الفضاء كالشمس، والكواكب، والنجوم، والأقمار، إهتمّ علم الفلك
قديماً بتتبع أوضاع الشمس، والقمر، والكواكب للاستفادة منها في مجال التقويم، كما أنهم استفادوا من علم الفلك في الملاحة..
كان علم الفلك بداية يلقن من قبل كهنة المعابد. وكان لكل من القدماء المصريين والبابليين فلكهم الخاص بهم, فلقد عثر علي تقاويم فوق أغطية التوابيت المصرية القديمة ترجع لسنة 1600 ق.م..
ووجد أن أسقف المقابر المملكة الحديثة فد زينت بصور النجوم التي كانت ترى بالسماء وأطلق عليها أسماؤها، كما وجد في بلاد ما بين النهرين تشكيلات لصور النجوم. وكان البابليون يتنبؤن بدقة بالخسوف والكسوف للشمس والقمر..
وتاريخ الفلك يبدأ منذ عصر ما قبل التاريخ حيث كان الإنسان الآول قد شغل تفكيره بالحركة الظاهرية المتكررة للشمس والقمر وتتابع الليل حيث يظهر الظلام وتظهر النجوم وحيث يتبعه النهار لتتواري في نوره..
وتوسع حالياً ليشمل دراسة المسافات، والنظام الشمسي، والنجوم الموجودة في مجرة درب التبانة وغيرها من المجرات، وتوسع أكثر ليشمل دراسة الأرض.، ويقترب علم الفلك من الفيزياء الفلكية التي تركز على دراسة سلوك الأجرام السماوية، وخصائصها، وحركاتها، وعادةً ما يستخدم المصطلحين بالتناوب..
الفلك عند الصينيين قديماً :
كان الصينيون يعتبرون الأرض عربة ضخمة في أركانها أعمدة ترفع مظلة السماء وبلاد الصين تقع في وسط هذه العربة ويجري النهر السماوي (النهر الأصفر) من خلال عجلات العربة ويقوم السيد الأعلي المهيمن علي أقدار السماء والأرض بملازمة النجم القطبي بالشمال بينما التنينات تفترس الشمس والقمر..
الفلك عند أفريقيا قديماً:
اعتقدت بعض المجتمعات في أفريقيا أن الشمس تسقط كل ليلة عند الافق الغربي إلى العالم الاسفل, فتدفعها الفيلة للأعلى ثانية لتضيء الارض من جديد، وتتابع هذه الحركة يوميا..
الفلك عند الهنود الحمر قديماً.
كان الهنود الحمر يعتقدون ان اميراتهم الصغيرات يجب ان يسهرن على ضوء المشاعل, ليأتي طائر الكونكورد (رسول السماء) ليأخذ المشاعل ويضيء الشمس من جديد.
الفلك عند حضارة السومريون
اعتقد السومريين أن الأرض هضبة تعلوها القبة السماوية, وتقوم فوق جدار مرتفع علي أطرافها البعيدة, واعتبروا الأرض بانثيون هائل تسكن فوق جبل شاهق.
الفلك عند حضارة البابليون
ورأى البابليون أن المحيطات تسند الأرض والسماء، وأن الأرض كتلة جوفاء تطفو فوق تلك المحيطات وفي مركزها تقع مملكة الأموات، لهذا أله البابليون الشمس والقمر، فغالبا ما تصورت الحضارات القديمة أنهما يعبران قبة السماء فوق عربات تدخل من بوابة مشرق الشمس وتخرج من بوابة مغرب الشمس. وهذه مفاهيم بنيت علي أساسها اتجهات المعابد الجنائزية.
الفلك عند حضارة الكلدانيين
والكلدانيين من خلال مراقبتهم لحركة الشمس ومواقع النجوم بالسماء وضعوا تقويمهم. واستطاعوا التنبؤ من خلال دورتي الشمس والقمر بحركتيهما ما مكنهم من وضع تقويم البروج، فريطوا من خلالها بين الإنسان وأقداره، واعتبروا أن حركات النجوم إنما هي خاضعة لمشيئة الآلهة، لهذا توأموا بين التنجيم والفلك. ومن خلال تقويم البروج تمكنوا من التنبؤ بكسوف الشمس وخسوف القمر، لكنهم لم يجدوا لها تفسيرا.
الفلك عند القدماء المصريين
كان قدماء المصريين يعتقدون أن الأرض مستطيلة طويلة يتوسطها نهر النيل الذي ينبع من نهر أعظم يجري حولها تسبح فوقه النجوم الآلهة، والسماء ترتكز علي جبال بأركان الكون الأربعة و تتدلى منها هذه النجوم..
لهذا كان رع يسير حول الأرض باستمرار، ليواجه الثعبان أبوبي (رمز قوى الظلام الشريرة) حتى يصبحا خلف الجبال جهة الغرب والتي ترفع السماء، وهناك يهزم رع ويسقط, فيحل الظلام. وفي الصباح ينتصر رع علي هذه القوي الشريرة ويستيقظ من جهة الشرق، بينما حنسو إله القمر يسير بقاربه ليطوف حول العالم..
وكان القمر بعتبر إحدي عينيه، و يلاحقه أعداؤه لفقيء هذه العين بإلقائها في النيل وينجحوا مجتمعين في هذه المهمة فيظلم القمر، لكن رع يهب لنجدة عين حورس (القمر) ويعيدها لحورس..
وتمكنوا منذ 3000 سنة ق.م. بالقيام بالرصد الفلكي وقياس الزمن وتحديده من خلال السنة والأشهر. وبنوا الآهرامات أضلاعها متجهة للجهات الأربع الأصلية، ومن خلال هذا نجدهم قد حددوا الشمال الحقيقي، والفلك المصري القديم لم يهتموا به عكس بلاد الرافدين ولاسيما الدورة القمرية، واهتموا بالشمس لأنها كانت ترمز لـ رع..
وفي احدى الرسومات يصور المصريون السماء على انها بقرة عظيمة، حليت بطنها بالنجوم, وتحتها يقف الاله شو (اله الفضاء) ويرفعها بذراعيه، وايضا تصور المصريون الشمس وحركاتها كأنها عجل ذهبي, في الصباح يولد من رحم بقرة السماء، ويكبر خلال النهار إلى ان يصبح ثورا في المساء، فيلقح امه لكتي تلد شمساً جديدة في الصباح التالي، وتصوروها أيضا بأنها عجل يدفع الشمس نحو السماء، كما يفعل العجل بدحرجة كرة من الروث امامه، وتصوروها أيضا بأنها امرأة لها طفل يكبر خلال النهار وفي المساء يصير كهلا ويختفي بعد الغروب في العالم السفلي.
الفلك في الحضارة الإسلامية
في الحكم الفاطمي برز علم الفلك بسبب اهتمام الحكام به آنذاك، وكانت المعضلة التي حاول الفلكيون آنذات حلها هي مدارات الكواكب حول الأرض، فكانوا يحاولون وضع نظرية جامعة متكاملة تحل حركة الافلاك والنجوم والكواكب، لكنها لم تولد أبداً. فقد كانت نقطة الانطلاق خاطئة دوماً، وهي التسليم بمركزية الأرض..
البيروني وهو أول من اكتشف ميل محور الأرض في دورانها حول نفسها بالنسبة لدورانها حول الشمس، ذلك الاكتشاف الذي نسبه لنفسه كوبرنيك، ودرس ابن الهيثم ظواهر إنكسار الضوء وإنعكاسخ بشكل مفصل، وخالف الآراء القديمة كنظريات بطليموس، فنفى ان الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين، كما أرسى أساسيات علم العدسات وشرح العين تشريحا كاملا.
عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11242

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.