” منتظر الزيدي ” صاحب أشهر حذاء هز العالم
إعداد : فيفي سعيد
هو صحفي دخل التاريخ من أوسع أبوابه ؛ مرتديا ثوب البطولة وكأنه فارس افتتح مدينة حصينة بمفرده ؛ أو كأنه عاد بالماضي الجميل المليء بأمجاد الأجداد برغم من أنه لم يفعل سوى حدث بسيط ؛ لكنه هز العالم ؛ وصار حديث الساعة فى كل وسائل الإعلام العربية والعالمية …
كل ما فعله أن قذف بزوج حذائه بـوجه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن أثناء المؤتمر الصحفي الذى جمعه برئيس الوزراء العراقي الأسبق نور المالكي في بغداد عام 2008 ؛ مما اضطر الرئيس الأمريكي أن ينحني بسرعة فائقة لتفادي زوج الحذاء الذى كان يستهدف رأسه ؛ ليصفع الحذاء العلم الأمريكي المستقر فى الخلفية بنجومه الخمسين ….
ذلك الحذاء الذى ألقاه ربما كان تعبيرا منه على رفض الاحتلال الأمريكي للعراق وزيارة الرئيس الأمريكي لبلاده ؛ أو مطالبة “بوش” بشكل عملي بالخروج وهو جيشه من العراق ؛ أو الثأر لما فعله الجنود الأمريكيين فى أبناء الشعب العراقي …
فى كل الأحوال هو فعل فعلته ؛ وجعل لحذائه قيمة كبيرة ؛ على كافة المستويات ؛ السياسية والمالية والمعنوية أيضا ؛ حيث عرض أحد رجال الاقتصاد السعوديين أن يشترى ذلك الحذاء الذى قذف فى وجه “بوش” بنحوعشرين مليون دولار للإحتفاظ به ؛ كما تم عمل نصب تذكاري لذلك الحذاء فى مدينة تكريت العراقية تكريما للزيدي ؛ وقدتم رفع نموذج للحذاء فى كثير من التظاهرات الشعبية فى مختلف بلدان العالم بعد ذلك تعبيرا عن الرفض والاحتقان …
وأفادت التقارير الصحفية الواردة بعد ذلك ؛ أنه قد كسرت ذراعه أثناء اعتقاله من قبل الحرس القائمين على حراسة الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ؛ وقد أودع في أحد سجون العراق بعد الحادث مباشرة…
هذا الحذاء الذى أصبح نبيلا ؛ جعل الرئيس الأمريكي “بوش” يدلي بتصريحات بعد هذه الواقعة بفترة طويلة وقبيل انتهاء ولايته ومغادرة البيت الأبيض قائلا ” هذا أغرب شيء تعرضت له” ….
ولد الصحفي منتظر الزيدي فى الخامس عشر من ينايرلعام 1979 بمدينة الصدر العراقية ؛ تخرج من كلية الإعلام بجامعة بغداد ، يتميز بهدوء طبعه مع زملائه، معروف برفضه الاحتلال الأميركي للعراق . ويعرف بمهاجمته للسياسة الأمريكية في العراق من خلال التقارير التي يبثها من على شاشة قناة البغدادية حيث يعمل بالقناة منذ إنشائها عام 2005 م
وقد شهد اليوم التالي لحادثة رشق الرئيس “بوش” بالحذاء تظاهرة شعبية حاشدة في مدينة الصدر العراقية تطالب بإطلاق سراح “الزيدي” بحجة أنه كان يمارس الديمقراطية التي تدعو إليها الولايات المتحدة….
من جانبها أدانت الحكومة العراقية بشدة ما فعله “الزيدي” واعتبرته خروجاً عن القانون ووصفته بالعمل الهمجي والمشين ؛ وقررت إحالته إلى القضاء العراقي
وفي صباح يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2008 مثل “الزيدي” أمام القضاء لتدوين إفادته ؛ مواجها اتهاما بإهانة رئيس دولة أجنبية في زيارة رسمية للعراق، وتصل عقوبة هذه التهمة إلى السجن من سبع إلى خمسة عشر سنة…
وقد حولت السلطات العراقية قضية “الزيدي” إلى المحكمة الجنائية المركزية في البلاد، والتي يناط بها التعامل مع قضايا الأمن والإرهاب ؛ وقد تطوع نحو 150 محاميا للدفاع عنه من مختلف جنسيات العالم …
وفي 11 مارس 2009 حكمت محكمة عراقية على الصحفي العراقي منتظر الزيدي، بالسجن ثلاث سنوات قابلة للتمييز، فيما أعلن رئيس فريق الدفاع عنه ، أن الحكم يخالف القوانين العراقية ؛ وانه سيطعن فيه أمام محكمة التمييز.
وقد تم الإفراج عن ” الزيدي ” في شهر سبتمبر عام 2009 قبل ثلاثة أشهر من انتهاء مدة عقوبته.