إنحاز للبسطاء والغلابة فصار رمزا لهم :
الزعيم “عادل إمام” بذكائه تربع على عرش التمثيل وقلوب الجماهير
“أنا لست نجما ولا قائدا من أي نوع، فلا يوجد زعماء في الفن“
يمثل فى حد ذاته مدرسة فنية مستقلة ؛ ثرية ومتنوعة ومتفردة فى ذات الوقت يتربع حاليا على عرش التمثيل فى مصر والوطن العربي ؛ سواء كان على خشبة المسرح أوعبر شاشتي السينما والتليفزيون ؛ فهو نجم الشباك الأول بجدارة ؛ وتحقق أفلامه ومسرحياته اقبالا جماهيريا منقطع النظير ونجاحا شعبيا عريضا ؛ إنه الزعيم الفنان عادل إمام .
يتصف الزعيم ذو الشهرة الواسعة والجرأة الكبيرة بمقدرته الفائقة على طرح المشاكل الاجتماعية والسياسية بطريقة كوميدية ساخرة ؛ فى صورة من صور النقد الاجتماعي.
تنوعت أعماله الفنية ما بين الأعمال التليفزيونية وأشهرها ؛ أحلام الفتى الطائر؛ وجمعة الشوان ؛والمسرحية وأشهرها ؛ شاهد ما شفش حاجة ؛ مدرسة المشاغبين الواد سيد الشغال؛ الزعيم ؛ والسينمائية وأكثرها شهرة :النمر والأنثى ؛ كراكون فى الشارع ؛ المنسي ؛ مرجان أحمد مرجان ؛ السفارة فى العمارة مخلفا وراءه نحو 103 فيلما سينمائيا على مدار خمس عقود من الزمان .
ملمح عن حياته الشخصية:
عادل إمام متزوج من “هالة الشلقاني” أخت الفنان الراحل “مصطفى متولي”، ولهما بنت وحيدة “سارة”، وولدان “رامي” و”محمد”.
مسرح الجامعة شهد نبوغه الفنى:
ولد عادل محمد إمام في مدينة المنصورة المصرية، في 17 مايو عام 1940، التحق بجامعة القاهرة وحصل منها على بكالوريوس الهندسة الزراعية، وخلال سنوات دراسته اكتشف شغفه الحقيقي للتمثيل، بمشاركته في المسرح الجامعي وعروضه، وانضمامه للعروض المسرحية التي كانت تعرض على التليفزيون مثل “أنا وهي والهوا”.
مدرسة مختلفة فى المسرح :
في السنوات التي تلتها كان قد أدى في مسرحيات عديدة تلقت استحسانا مثل: “البيجاما الحمراء”، “غراميات عفيفي”، إلى عام 1973 حيث أدى دور البطولة في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، وهي من أكثر المسرحيات العربية شهرة وتأثيرا بين الأجيال المختلفة وما تزال تعرض على شاشات التلفاز إلى اليوم، تلتها أدواره في المسرحيات الناجحة مثل “شاهد ما شافش حاجة” عام 1975، “الواد سيد الشغال” عام 1984، “الزعيم” عام 1993، وآخرها “مرافق شخصي” 1999، التي عرضت الحكم الديكتاتوري والحكومات الاستبدادية بطريقة فكاهية، وبالرغم من منع عرضها أو حتى تصوير مشاهد منها على الشاشة الصغيرة إلا أنها لاقت رواجا كبيرا
السينما باب كبير للنجومية والتألق:
انطلق من المسرح إلى السينما بأدوار هامة وعديدة على امتداد أكثر من 103 أفلام تجمع وتنوع بين الدراما، السياسة، الكوميديا والرومانسية، نذكر بداية فيلم “الإرهاب والكباب” 1992، “الإرهابي” 1994، الذي ندد فيه التطرف الديني، التعصب والإرهاب، تعرض بسببها لدعاوى قضائية وحكم عليه بالسجن مرتين وتمت تبرأته كما دفع كفالة أكثر من مرة، لإدعاء البعض أنها أدواره تحوي تلميحات مهينة للإسلام وهو بالطبع اتهام غير دقيق، فعادل إمام تربط حياته المهنية مع الحالة العامة الشعبية والمدافعة عن حقوق الأقليات إلى جانب الفقراء، المنبوذين والمقموعين.
لذلك أصبح أحد الرموز الهامة التي تروج للسلام والعدالة في الوطن العربي، كما تم تعيينه من قبل المفوضية العامة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كسفير لها وهو منذ تعيينه ناشط فعلي يزور الملاجئ والمخيمات ويجمع التبرعات الضخمة لمساعدة اللاجئين.
يجسد هموم البسطاء وأحلامهم :
هناك تجارب متكررة للنجم عادل إمام ؛ مع ممثلين قديرين مثل الفنانة “يسرى”، ومنتجين “عماد أديب” وغيرهم الكثير، وتجارب تمثيلية تتشابه قليلا في طبيعة الدور ونمط الأداء، فمعظم أفلامه تصور الديكتاتورو الظالم أو ما يشابه ذلك بطرق ساخرة وليست بعيدة عن الواقع.
نذكر منها: “التجربة الدنماركية” 2003 مع الفنانة اللبنانية “نيكول سابا”، “عريس من جهة أمنية” 2004، “السفارة في العمارة” 2005 وهو أحد أشهر أفلامه التي تصوره كمواطن مصري من القاهرة يتضايق من افتتاح سفارة إسرائيل في المبنى الذي يعيش فيه ويتعرض للكثير من المواقف المضحكة المبكية، تلاه “عمارة يعقوبيان” 2006، وهو الفيلم الأعلى ميزانية في تاريخ السينما المصرية الذي يصور الحياة المصرية المعاصرة في بناء سكني متهالك، أدى فيه إمام دور البطولة وسرد الأحداث ببراعة، ثم فيلم “مرجان أحمد مرجان” 2007، وآخرها “زهايمر” 2010م
عاد الزعيم عادل إمام إلى الشاشة الصغير بنوع آخر من المشاركات، فبعد المسرحيات المصورة في بداية سيرته عاد إلى التليفزيون بمسلسلات درامية كوميدية اجتماعية، لاقت رواجا واستحسانا كبيرين، منها المسلسل الشهير “فرقة ناجي عطالله” 2012، “العراف” 2013، “صاحب السعادة” 2014، “أستاذ ورئيس قسم” 2015، وآخرها زيعد من أشهر ما قدمه من مسلسلات وهو مسلسل “عوالم خفية”.
جوائز وتكريمات نالها فى مشواره الفني:
لعل قربه من الجمهور والمواطن العربي، المصري تحديدا، وذكائه في اختيار الأدوار التي تناسب شكله وتقدمه في السن ناهيك عن نموه الفني الدائم جعلت من عادل إمام رمزا شعبيا وأحد أهم فناني العرب، قابل ذلك حصوله على ألقاب وجوائز عديدة منها: “جائزة حورس” في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مرتين عن أدواره في “إرهابي” و”عمارة يعقوبيان”، “الجائزة الفخرية” في مهرجان مراكش السينمائي الدولي 2014، “جائزة اللجنة الدولية” في مهرجان ساوباولو الدولي في البرازيل عام 2005، وجائزة “إنجازات مهنية” من مهرجان الجونة السينمائي عام2017م
تواضع النجوم :
دائما ما يقول النجم الكبير عادل إمام “أنا لست نجما ولا قائدا من أي نوع، فلا يوجد زعماء في الفن، كل ما أريده هو توظيف موهبتي لجعل حياة الناس أفضل ولو بمقدار بسيط”.
يسرى والزعيم ثنائي مهم فى السينما المصرية :
شكل ثنائي شهير ومهم مع الفنانة” يسرى” فى السينما المصرية خلال ثمانية أعمال سينمائية ؛ قدما خلالها أعمالا فنية مؤثرة وناجحة بشكل كبير..