تتميز العمارة العربية في المدينة المنورة بخاصية الفن المعماري الرفيع الذي يرضي الذائقة الفنية البصرية التي لا تمل النظر إليه فيحلق الانسان مع تلك الابداعات الفنية التي تسحر الألباب بجمالياتها وبديع واتقان صنعتها التي تتجسد في واجهات المباني المكسوة والمزدانة بالرواشين والمشربيات التي تعتبر أحد أبرز فنون العمارة العربية الإسلامية.
والرواشين والمشربيات لا نراها في عمارة المدينة المنورة فقط بل نراها ايضاً في مكة المكرمة وجدة وللرواشين والمشربيات أهمية خاصة في البيئة والمناخ وفي توفير خصوصية المجتمع الإسلامي وخصوصية العادات والتقاليد الاجتماعية مع مراعاة نسب المساحات والأحجام والاستفادة بشكل جيد للفراغات فبالنسبة لخصوصية الأسرة فإن الرواشين والمشربيات تتيح الرؤية للخارج ولا تسمح لمن يمر في الحارة رؤية من بداخل المبنى وذلك لوجود فتحات صغيرة أجزاء الخشب الخرط الموجود في الرواشين او الفتحات الصغيرة ذات الأشكال الهندسية المفرغة والموجودة في الروشان كما أن الإضاءة في الداخل تكون أقل منها في الخارج وهذا يعطي بدوره جواً من الرومانسية.
بالإضافة إلى ذلك نجد ان الرواشين الخشبية تحد من وصول توهج الشمس حيث ان الخشب بطبيعته عازل للحرارة.
وهكذا نجد العمارة الحجازية متوائمة ومتكيفة مع ظروف المناخ والطقس وقد روعي فيها خصوصية الأسرة المسلمة.. فالآباء والأجداد الذين بنوا هذه العمارة عرفوا بحرفية ومهارة وذكاء كيفية معالجة ظروف المناخ ولشدة درجات الحرارة فخلفوا لنا فناً معمارياً لازال محط اهتمام الباحثين والدارسين لفنون العمارة العربية والإسلامية..