عاش بطلا ومات رجلا
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تتجدد ذكراه صبيحة كل عيد
مع صبيحة كل عيد أضحى تتجدد ذكرى إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي دفع ثمن عنجهيته وغدره للعرب واحديه للغرب، وكان الرئيس العربي الوحيد الذي ضرب إسرائيل بالصواريخ..
صدام حسين عبد المجيد التكريتي، ينتمي إلى عشيرة البيجات، سطع نجمه إبان الثورة التي قادها حزب البعث في 17 يوليو 1968، لتبني أفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادي والاشتراكية …
لعب صدام دورا رئيسيا في الثورة حتى وُضع في هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكر، وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة …
سطع نجم صدام ووصل إلى رأس السلطة في العراق حيث أصبح رئيسًا عام 1979، بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث، وفي عام 1980 دخل صدام حربا مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر عام 1980 حتى 8 أغسطس عام 1988، وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت في 2 أغسطس عام 1990، ما أدى إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991 …
ظل العراق بعدها محاصرًا دوليًا حتى عام 2003، حيث احتلت القوات الأمريكية كامل أراضي الجمهورية العراقية، بحجة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق …
عشرات الآلاف من المآسي والقصص الدامية والمؤلمة وقعت في العراق منذ هذا التاريخ، ولم يُكتب عنها بعدُ، لتظل قضية إسقاط العراق هي «قضية القرن» بامتياز، ومع كل عيد أضحى يظل السؤال هل تحمل السنوات المقبلة خيرًا جديدا للشعب العراقي وتحقيقا لآماله وطموحاته …
في مساء يوم السبت 13 من ديسمبر عام 2003، ألقي القبض على صدام حسين الذي بقي على رأس السلطة ما يقارب 24 عامًا، على يد عدد من جنود اللواء الأول التابع لفرقة المشاة الرابعة والقوات الخاصة الأمريكية، حيث كان مختبئا في حفرة عميقة تقع تحت مزرعة في منطقة الدور، بالقرب من مسقط رأسه بمحافظة تكريت …
عقب القبض عليه بدا صدام بائسا وحيدا وذا لحية كثيفة وطويلة، وكان جندي أمريكي يفحصه طبيا للتأكد من شخصيته، بعد سنوات قضاها في الحكم حقق خلالها استتبابا أمنيا في العراق وحالة من الرخاء الاقتصادي بسياسة تطوير ممنهجة، حتى أصبح العراق مقصدا للسفر والعمل من شتى بقاع العالم …
ظل الرئيس الراحل في عهدة الولايات المتحدة في مكان سري لم يُكشف عنه ، إلى أن أحيل للمحاكمة أمام محكمة خاصة في عدة قضايا جنائية أقيمت ضده، وتمت إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فحكم عليه بالإعدام شنقا حتى الموت، وجرى تنفيذ الحكم صبيحة أول أيام عيد الأضحى الذي وافق 30 من ديسمبر عام 2006، بعد فشل الاستئناف الذي قدمه…
فقد حظي بمحاكمة علنية دافع فيها عن نفسه وهاجم فيها المحتلين وعملاءهم من العراقيين، ووقف ثابتا أمام الاتهامات التي ساقها الموظفون الذين كلفهم الاحتلال الأمريكي بمحاكمته، وصال وجال وهو يناقش القاضي والنائب العام ويدافع عن نفسه كرئيس للعراق، وانتهت فصول المحاكمة الصورية ودقت ساعة الحقيقة، وقدم إلى منصة الإعدام لتظهر الصور المسربة قوته وصلابته وهو يواجه حبل المشنقة…
كان يتكلم مع جلاديه بكل ثقة وأريحية ونطق بالشهادتين بعد أن استمع بهدوء إلى الشرح الذي قدم له عن كيفية إعدامه. بهذه الطريقة المشرفة انتهى الرئيس صدام مقدما صورة الرئيس العربي الشجاع الذي لا يخشى الموت والذي يؤمن بمبادئه وأفكاره حتى وإن كان بعضها خاطئا.