إعداد :فيفى سعيد
رغم رحيل أميرة ويلز عن عالمنا منذ أربعة وعشرين عاما إلا أن مجرد ذكر اسمها يرتيط بالأعمال الخيرية وملكة القلوب والجمال الناعم والجمال الحزين إضافة لألقابها الملكية التى لقبت بها على إعتبار أنها أميرة ويلز والملكة المستقبلية .
اعتبرت من صفوة المشاهير لما أثارته من حالة من الجدل حول شخصيتها وحياتها وزواجها وعشق الشعب البريطانى لها
فقد ولدت ديانا في عائلة سبنسر الانجليزية التي تعود لأصول ملكية تلقب بالشرفاء .
وكانت المولودة الرابعة والإبنة الثالثة لجون سبنسر إيرل والشريفة فرانسيس شاند كايد وترعرعت في بارك هاوس بالقرب من مقاطعة ساندر ينغام وتعلمت في انجلترا وسويسرا ، وبعد أن ورث والدها لقب إيرل سبنسر، حصلت ديانا على لقب “الليدي” أي السيدة سنة 1975.
عقد زفافها على أمير ويلز في عام 1981 في كاتدرائية القديس بولس وقد لاقى إقبالًا جماهيريًا على التلفاز، إذ وصل عدد المشاهدين إلى 750 مليون مشاهد.
وفي أثناء زواجها حملت ديانا عدة ألقاب كــ أميرة ويلز – دوقة كورنوول – دوقة روثساي – كونتيسة تشيستر وبارونة رينفرو. وأنجبت ولدين هما الأمير ويليام والامير هارى وهما في المركز الثاني والخامس لتولي العرش البريطاني على التوالي.
وبصفتها أميرة ويلز فقد تولت ديانا واجبات ملكية ونابت عن الملكة خارج البلاد.
ولقد عرف عنها دعمها للأعمال الخيرية وخاصة الحملة الدولية لحظر الألغام وتولت منذ عام 1989 رئاسة “مستشفى جريت أورموند ستريت” للأطفال بالإضافة للعشرات من الأعمال الخيرية الأخرى. وكان جمالها وجاذبيتها محط اهتمام الإعلام العالمي أثناء زواجها وبعده. إذ انتهى زواجها بالانفصال في 28 أغسطس عام 1996 وتوفيت عقب حادث تصادم سيارة الذي تلاه حزن شعبي شديد.
أعمالها الخيرية وما قامت برعايته
في عام 1983 أخبرت رئيس وزراء نيوفاون دلاند بكندا آنذاك أنه من الصعب عليها تحمل ضغوط كونها أميرة ويلز لكنها تحاول التأقلم مع ذلك. و مع ذلك بداية من منتصف 1980 أصبحت أميرة ويلز مرتبطة بشكل متزايد بالعديد من الأعمال الخيرية. بصفتها أميرة ويلز كان عليها الظهور باستمرار في المشافى والمدارس والمنشآت الأخرى مما جعلها نموذجا للرعاية الملكية في القرن العشرين. قامت ب 191 عملا رسميا في 1988 و 397 في 1991.
و اهتمت الأميرة اهتماما شديدا بالأمراض الخطيرة والرعاية الصحية خارج إطار الاهتامات الملكية التقليدية بما في ذلك أمراض الإيدز والجذام.
وقامت بالعديد من الأعمال الخيرية كزيارة المرضى المصابين بأمراض مزمنة حول العالم. و قادت حملات لحماية الحيوانات وللتوعية من مرض الإيدز وأيضا حملات ضد استخدام الأسلحة الوحشية.
بالإضافة إلى ذلك كانت ترعى المنظمات والجمعيات التي تساعد المشردين والشباب و المدمنين والعجائز.
أصبحت رئيسة مشفى جريت أرموند ستريت للأطفال فى عام 1989 . في العام نفسه صارت ديانا رئيسة منظمة الأحوال الزوجية البريطانية التي انتهت عام 1996.
منذ عام 1991 أصبحت راعية مؤسسة هيدواى لجراحة المخ التي انتهت أيضا عام 1996 .
كما كانت أيضا راعية متحف التاريخ الطبيعى و رئيسة الأكاديمية الملكية للموسيقى.
ومن عام 1984 و حتى عام 1996 كانت رئيسة بارناردو، وهي جمعية خيرية أسسها الطبيب توماس جون بارناردو عام 1866 للعناية بالأطفال المعرضين للخطر وبالشباب الصغار، وقد حضرت ما يربو على 110 حدثا لها من بينهم 16 حدثا في عام واحد وثلاثة أحداث في أسبوع واحد. كما رعت ديانا أيضا برامج لحماية الناجين من الحروب ولمساعدة العجزة ومؤسسة الأطفال المرضى في ويلز والمستشفى الوطنى في ويلز لجراحة وأمراض المخ والأعصاب و مؤسسة أمراض الرئة والمنظمة الوطنية لمكافحة الإيدز ومتحف يوريكا التعليمى للأطفال وأوركسترا الأطفال الوطنية ومشفى برومبتون الملكى لأمراض القلب والرئة و منظمة الصليب الأحمر البريطانية وجمعيات الاستشارات الزوجية والشباب و نادى المنوعات النيوزييلاندى ومؤسسة المرأة والطفل و الجمعية البريطانية للصم حيث تعلمت فيها لغة الإشارة.
تحدثت ديانا عن عملها مع مشفى برومبتون الملكى قائلة أنها كانت تسافر على الأقل اربع مرات في الأسبوع وتقضى أربع ساعات مع المرضى، تمسك أيديهم وتتحدث إليهم. بعضهم سينجو والبعض الآخر سيموت لكنهم جميعا بحاجة للحب مادامو موجودين هناك. كانت تحاول أن تكون هناك من أجلهم.
في فبرار 1992 زارت الأميرة دار الأم تيريزا للمرضى والمحتاجين و المحتضرين في كالكوتا بالهند، وزارت كل واحد من الخمسين مريضا الذين كانوا على شفا الموت. بعد ذلك بفترة قصيرة في روما ثم في لندن ونيويورك قابلت ديانا الأم تيريزا وكونتا رابطة قوية فيما بينهما في ديسمبر 1993 أعلنت الأميرة أنها ستقلل من انشغالها بالحياة العامة لتفسح مجالا لحياتها الخاصة.
في يونيو 1995 قامت الأميرة بزيارة قصيرة إلى موسكو حيث زارت مشفى للأطفال كانت قد دعمته من قبل ضمن أعمالها الخيرية. قدمت دياناللمشفى أجهزة طبية. خلال تواجدها في العاصمة الروسية تم منحها جائة ليوناردو الدولية التي يتم منحها لأكثر الأشخاص تميرزا في مجالات الرعاية والفن و الطب والرياضة.
في ديسمبر 1995 انضمت ديانا لقائمة شرفية تضم رؤساء سابقين للولايات المتحدة الأمريكية ومحافظين سابقين لولاية نيويورك وشخصيات مهمه أخرى حين نالت جائزة خاصة في نيويورك بسبب دعمها الدائم للعديد من المنظمات الخيرية.
شاركت ديانا الجائزة مع الجنرال كولين بوويل الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة.
في أكتوبر 1996 تقديرا لمساعدتها للعجائز نالت الأميرة جائزة إنسانية من مركز بايو مانزو وهي منظمة غير حكومية ذات وظيفة استشارية للأم المتحدة التي كانت تسعى للفت الأنظار نحو المشكلات الإقتصادية والعلمية التي تستدعى اهتماما حاسما
تم منح الأميرة الميدالية الذهبية في مؤتمر مركز بايو مانزو للرعاية الصحية في ريمينى بإطاليا.
قام نائب رئيس المركز الأستاذ جياند ومينتيكو بيكو بتقديم الميدالية إلى الأميرة بالنيابة عن رئيس المركز وهو القائد السابق للاتحاد السوفيتى مايكل جورباتشوف.
بعد انفصالها عن زوجها ظلت ديانا الراعى لجمعية المشردين سينتر بوينت وفريق الباليه الوطنى الإنجليزى ومنظمة مكافحة الجذام والمنظمة الوطنية لمكافحة الإيدز .
كما ظلت رئيسة مشفى أرموند ستريت ومشفى مارسدن الملكى المتخصص في علاج السرطان.
بعد انفصالها بيوم واحد أعلنت استقالتها من ما يربو على مائة جمعية خيرية للتركيز في الستة المتبقية.
بالإصافة إلى ذلك في وقت وفاتها كانت الأميرة مرتبطة بالكثير من الأعمال مع منظمة الصليب الأحمر وحملتها لمكافحة الألغام الأرضية المضادة للأفراد.
انتهت رعاية ديانا الرسمية لحملة الألغام الأرضية في 1996 لكنها ظلت أحد أهم قضاياها النشطة حتى آخر عام من حياتها.
في يونيو 1997 حضرت الأميرة حفلات استقبال في لندن ونيويورك لعرض مجموعة من الثياب التي ارتدها في بعض المناسبات الرسمية بغرض بيعها لصالح الأعمال الخيرية .
ورحلت أميرة ويلز عن عالمنا إثر حادث مروع و أصيبت بإصابة قاتلة في حادث سيارة بنفق جسر الما بباريس
في الساعة 1:30 صباحاً وصلت ديانا إلى مستشفى لا بيت سالبيتريير ودخلت غرفة الطوارئ وأجرى لها الجراحون عملية لإيقاف النزيف عن الوريد الممزق، وفي أثناء العملية توقف القلب عن النبض فجأة فحاول الأطباء إعادتها للحياة مرة أخرى عن طريق إنعاش القلب ولكن فشلت كل المحاولات وماتت ديانا في تمام الساعة 3:57 من صباح يوم الأحد 31 أغسطس 1997 وهي في الـ36 من عمرها، وقد وصلت جثتها بعد أيام إلى إنجلترا وشيعت الجنازة في 6 سبتمبر 1997 وشاهدها نحو 2.5 بليون شخص حول العالم. وقد احدثت وفاتها صدمة وحزنا كبيرا في ارجاء العالم.
وقد أثار هذا الحادث المأساوي الذي لم ينج منه سوى الحارس الشخصي الكثير من التساؤلات حول مدى أن كان حادثاً طبيعياً أم مدبراً.
و على الرغم من أن ديانا في تلك الفترة لم تعد أميرة رسمية، اي قانونياً العائلة الملكية غير مسؤولة عن تكاليف جنازتها. إلا أن تشارلز اصر على ان تقام لها جنازة ملكية لكونها زوجته السابقة وام ملك انكلترا المستقبلي. وقد اقيمت لها جنازة ملكية خاصة شارك فيها هو وولديه وشاهدها أكثر من مليارَي شخص.
، الحادث الذي أسفر عن مقتل كل من عماد الفايد المُصاحب لديانا وكذلك السائق هنرى بول القائم بأعمال مدير الأمن بفندق الريتز بباريس.
حققت الجنازة أعلى نسب مشاهدة في التليفزيون البريطاني بلغت 32.10 مليون وهي واحدة من أعلى نسب المشاهدة في المملكة المتحدة البريطانية على الإطلاق بينما شاهد هذه الجنازة الملايين عبر العالم
الورود على قبر الأميرة ديانا
وصية الأميرة ديانا لنجليها قبل الرحيل

كتبت أميرة القلوب الراحلة ديانا وصية قبل سنوات من وفاتها، أعربت خلالها عن عدد من الأمنيات الأخيرة لنجليها، وتركت هدية لنجلها الأمير هاري تمنح له عندما يبلغ الثلاثين من عمره.
وحسبما ذكرت صحيفة “إكسبرس” البريطانية، إنه في 31 أغسطس/آب 1997، تركت الأميرة ديانا نجليها هاري (12 عامًا)، ووليام (15 عامًا) بعد وفاتها المأساوية في حادث سيارة في باريس عندما كانت تبلغ من العمر 36 عاما.
وأضافت أن أميرة ويلز كتبت عددًا من الأمنيات الأخيرة في وصيتها قبل عدة سنوات من رحيلها، بما في ذلك ما أرادت أن تُعطيه لنجليها في حالة وفاتها.
وتضمنت الهدايا فستان زفاف ديانا الشهير عام 1981، الذي كان من المفترض أن يمنح لهاري عندما يحتفل بعيد ميلاده الثلاثين.
وأثار الفستان، الذي صممه ديفيد وإليزابيث إيمانويل، ضجة كبيرة آنذاك، عندما ارتدته ديانا في حفل زفافها إلى الأمير تشارلز في كاتدرائية سانت بول، وكان يطلق عليه “ثوب القرن”.
وطرز الفستان بأكثر من 10 آلاف لؤلؤة صغيرة، وجاب العالم بعد وفاة ديانا في جولات عالمية، ليعود أخيراً إلى بريطانيا في عام 2014، أي عند بلوغ هاري سن الثلاثين.