منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
أعلام المشاهير

ازدواجيـة الفكــر …. سبق وان نشر المقال في جريدة الرياض بزاوية ظمأ

02/ سبتمبر /2020
avatar admin
102
0

ازدواجية فكر

 

 

ازدواجية الفكر.. هلاك للمجتمعات، فكيف نتخلص منها ؟ هذا هو السؤال الكبير الذي لا يُبحث عن اجابته في وقت يفترض ذلك!

وللتدليل على ذلك تجد الفرد في المجالس العامة وعبر الحوارات قدوة في الفاظه ومعتقداته

حتى يدهشك رونق حديثه وجاذبيته ولكن لو انصت قليلاً واستمعت لكل المتحدثين لوجدت العجب العجاب.. اقل هذا الاستغراب خروجك بانطباع ان هؤلاء المتحدثين يمثلون النموذج الامثل للانسان العقلاني الواعي في طرحه ورؤاه..!

ولكن الحقيقة غير ذلك فمثلاً تجد شخصاً يتحدث عن الامانة والنزاهة والغايرية على اموال الآخرين والعامة الا ان سلوكه الفعلي والعملي بجانب هذا التصور الايهامي الذي يرويه في احاديثه، ومن المدهش ان احد الاخوة تعاملت معه وزاملته وهو من الكتاب المعروفين وله قلم مؤثر الا ان ما يكتبه يخالف سلوكه وكذلك اعرف آخر يقوم بتحرير صفحة شعبية ليس فيها من الجهد الا لصق النصوص ونشر مقالات اصدقائه المداهنة والتي لا تحمل الا مسحاً للجوخ ومجاملات ابناء عمومته على حساب الآخرين ومع هذا تجده في مقالاته يغرد في فضاءات المثالية بعنفوان التصنع الضعيف وباسلوب مقزز لانكشاف اوراقه واساليبه الزائفة.. وعجزه عن العمل المقنع والمنصف لذاته قبل الآخرين، وهناك نماذج كثيرة في حياتنا اليومية نصادفها بين الحين والآخر وخصوصاً عند اصحاب المناصب او المسؤولين وعند غالبية من يتحدثون من مفكرين ومثقفين وادباء لوسائل الاعلام او في المجالس العامرة بالمجاملات!

وآخر هؤلاء قابلته قبل يومين في ضيافة احد الزملاء وكان محور حديثه عن التربية الحديثة وآخر المستجدات والبحوث العلمية والدراسات ذات الصلة المباشرة بالطالب نفسياً مشيداً بقرار منع ضرب الطالب هذا المربي الفاضل كان في مكان آخر يتحدث عن التعليم الذي تربى عليه والاحترام المتبادل بين المعلم والطالب، مضيفاً ان هيبة المعلم ومكانته التي يتمتع بها كتربوي تقهقرت في الوقت الحاضر نتيجة للقرارات الخاطئة واولها قرار منع ضرب الطلاب..! هذا الرصد للمتناقضات الفكرية المطروحة من قبل الاغلبية منا يجعلنا نتساءل وبحرقة عن هذه الازدواجية وضرورة مواجهة انفسنا وبقوة للوصول الى ما نريد.. فمثالياتنا المصطنعة يجب ان تتغير وعلينا المواجهة وايضاح الضرورة الملحة في ان هذا الفعل يقودنا الى تشتيت الرؤيا ويجعل النشئ لا يثق بنا ولا بكتاباتنا لانه يقرأ ما نكتب ويشاهد ما نفعل!

والخوف ان تتحول هذه الظاهرة المرضية الهلامية الى عادة مستحسنة رغم ان العرب يكرهون العادات الجديدة خوفاً من ان يكون فيها ما يفقد مجتمعهم بعض المواصفات الكريمة التي يفضلون بقاءها حية يقول احد الشعراء:

تعود صالح الاخلاق اني

رأيت المرء يألف ما استعاد!

فلا تألف التملق والازدواج وكونوا أمناء مع انفسكم في قول كلمة الحق… فالحق لا يعلى عليه، اما المثاليات الزائفة فاتركوها لما فيها من ضرر بالغ التأثير على نطاق اشمل مما نعتقد!

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11257

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.