بقلم : بشري حبيب
تعد ظاهرة أطفال الشوارع أو ما أطلق عليهم أطفال بلا مأوي أو كما يسمون أنفسهم الطفولة المفقودة أو المشردة.. واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية التي يعاني منها العديد من بلدان العالم وليس مصر وحدها.. ولذلك فهي من أهم المشكلات الاجتماعية الآخذة في النمو ليس فقط على مستوى البلدان النامية وإنما أيضاً في الدول الصناعية المتقدمة.
وهي قضية مجتمعية بامتياز ذات إبعاد (تربوية، ثقافية، اقتصادية، سياحية…) ومعالجتها تستلزم مقاربة شاملة متعددة الإبعاد تبدأ بالوقاية والتدخل وصولاً الى تأمين إعادة التأهيل والاندماج .
ولشدة خطورة هذه الظاهرة بدأ العديد من المهتمين بقضايا ومشكلات الطفولة في مصر تناولها باعتبار أن أطفال الشوارع يمثلون طاقة مفقودة قد تنعكس بالسلب علي المجتمع المصري إذا لم يتم التعامل معها ومجابهة مشكلاتها المختلفة فإن ظاهرة أطفال الشوارع تستحق الاقتراب منها والاهتمام بدراستها بهدف التعرف عليها والوقوف علي أبعادها المختلفة بما يسهم في إيجاد أفضل السبل للتصدي لها.ولأهمية هذا الموضوع أحاول أن أسلط عليها الضوء للوقوف على هذه الظاهرة و أسباب انتشارها.
أسباب انتشار ظاهرة أطفال الشوارع والتي تعود إلي عوامل عديدة منها:
هؤلاء الأطفال دفعتهم الظروف أن يتعرضون فى الشارع إلى كل أشكال العنف والاستغلال، سواء استغلال جسدى أو مادى، وطوال الأعوام الماضية وهذه الظاهرة تتنامى باستمرار حتى أصبحت كابوساً يؤرق كافة المجتمعات يوماً بعد يوم، وإن اختلفت التقارير فى تحديد حجم الظاهرة، وأياً كان الرقم الصحيح فحديث الأرقام يؤكد أننا أمام كارثة لابد من مواجهتها.
وأسباب الظاهرة كثيرة
* هم اطفال مهمشون، يحتاجون الى عناية خاصة
* تتراوح أعمارهم بين (5-14) سنة
*مستوى تعليمي متدن وغالبيتهم لم تكمل المرحلة الابتدائية
* نسبة الأمية مرتفعة بسبب تركهم للمدرسة
* ينتمون لأسر ذات مستوى اقتصادي وتعليمي متدن
* اسرهم كبيرة العدد وتعيش في منازل ضيقة يتراوح عدد غرفها ما بين (1-2) غرفة
اولاً:- أسباب خاصة بالأطفال أنفسهم تدفعهم إلى الشارع تتمثل في الآتي:
الميل إلى الحرية والهروب من الضغوط الأسرية.
غياب الاهتمام باللعب والترفيه في داخل الأسرة والبحث عنه في الشارع.
اللامبالاة من جانب الأسرة وعدم الاستماع الى الطفل والتحاور معه وتلبية حاجاته.
حب التملك فالشارع يتيح له نوع من العمل أيا كان ولكنه يدر دخل وقد يكون هذا العمل تسولاً أو إتيان أعمال منافية للحشمة والآداب.
عند بعض الاطفال الشوارع يكون عنصر جذب بما فيه من خبرات جديدة ومغامرات للإشباع العاطفي
الحروب والنزوح وواللجوء والمخيمات.
ثانياً:- أسباب أسرية تتمثل في الآتي:
اليتم: فقدان أحد الأبوين أو كليهما قد يكون سبباً في ضعف الرقابة على الأطفال ومن ثم انحرافهم أو خروجهم للشارع
الإقامة لدى الأقارب: بسبب اليتم أو التصدع الأسرى أو غياب الأب أو الأبوين للعمل في الخارج وقد يؤدي ذلك أيضا إلى ضعف الرقابة أو التعرض للعنف ثم الهرب للشارع.
التفكك الأسرى: تشتتت الأبناء بين الأب والام في النهاية يدفع بهم إلى الشارع.
القسوة: سواء من الأبوين أو من الأقارب والمحيطين أو حتى من المدرسة.
العنف داخل الاسرة.
التمييز: بين الأبناء داخل الأسرة الواحدة يولد الغيرة بينهم و قد يدفع الأبناء للهرب إلى الشارع.
البيئة: فقد تؤدي الإقامة في أحياء شعبية ذات طابع خاص إلى معاشرة مجموعة من الأشخاص المنحرفين.
عمل الأب أو الأم: في بعض الأحيان يكون الأب أو الأم يمارسون عمل منحرف وذلك يسبب في انحراف الأبناء واحترافهم للعمل نفسه.
هجرة أو سفر: العائل لمدة طويلة.
الإدمان: وآثاره المدمرة على الأسرة وأفرادها.
كثرة النسل: وتلازمه مع سوء الحالة الاقتصادية.
التقليد: خاصة إن قرناء السوء يدعون الأبناء إلى الخروج للشارع للعمل والكسب وتقليد الكبار.
ثالثاً :- أسباب اجتماعية تتمثل في الآتي
الهجرة من الريف الى المدينة: في الريف تنقص الخدمات وفرص العمل والترفيه مما يشجع الاطفال على النزوح من الريف الى المدينة ليكسبوا عيشهم.
التسرب المدرسي: اساليب التعليم المتشددة. كما ان بعض الأسرة ولعدم قدرتها على مواجهة المصاريف والأعباء المدرسية تدفع بأطفالها الى ترك المدرسة.
الظروف الاقتصادية (الفقر):ان الاسرة الفقيرة ليس بمقدورها ان توفر الحاجات الأساسية من مأكل وملبس وعلاج لاطفالها مما وتسمح لاطفالها بالعمل في الشارع للمشاركة في تأمين كلفة الاعباء الحياتية.
الاعتماد على الأطفال في القيام ببعض الأعباء الأسرية وخاصة البنات اللواتي يتعرضن الى العنف والقسوة أثناء الخدمة بالمنازل.
طرق المعالجة للتخلص من تفاقم هذه الظاهرة
يحتاج أطفال الشارع إلى برامج وأساليب تعليم مختلفة تتماشى مع ظروفهم الخاصة واحتياجاتهم من حيث المادة العلمية و أسلوب التدريس المتبع.
يجب إتباع ما يسمى بأسلوب التعليم “غير الرسمي” أو “غير التقليدي” واستبعاد جميع الأساليب التقليدية المتعارف عليها في عملية التعليم نظراً لحساسية واختلاف وضع المتلقي “أطفال الشارع”.
يعتمد التعليم غير التقليدي على الأساليب الحديثة التي تساعد الطالب على المشاركة و الابتكار والإبداع وهو يهدف إلى إكساب الأطفال مهارات وصفات مهمة تساعدهم في التغلب على المشكلات التي تواجههم وتؤهلهم للاندماج تدريجيا في حياة المجتمع.