منصة المشاهير العرب مرخصة من الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع السعودي , ترخيص 147624
واحة الإبداع

أشجار قاتله ج 4

11/ يناير /2021
avatar admin
172
0

قصة للروائى .. أشرف الجاويش 

أشجار قاتلة أسرعت إلى منزلي.. أغلقت الأبواب.. النوافذ كلها.. استبدلت ملابسي.. وتظاهرت بالنوم.. وقد صدق ظني.. لابد أنها

تشك بي.. ولذلك أتت تتفقدني.. كانت كالفراشة لا صوت لها.. من أين دخلت؟!.. أغلقت كل الأبواب والنوافذ عمدا.. حتى أقف على

سرها.. كيف تدخل وتخرج هكذا.. كأنها جسد شفاف.. أو يعقل أنها..!!.. لا.. لابد من أنها تخفى سرا عظيما.. لقد اختفت.. خرجت أتفقد

غرف المنزل.. بالأعلى والأسفل.. لا وجود لها.. ولا أثر.. هل هذا المنزل مسكون بالأشباح والجن؟!!..

لحظة واحدة.. من أين يأتي هذا الصوت؟!!.. يخيل إلى أنه صوت طفلة تبكى.. بالطابق الأسفل.. صوت صنبور الماء.. ثم.. قطرات المياه

المتتابعة.. نهنهة.. أهبط درجات السلم في رعب.. بدأ الخوف يسيطر على أطرافي.. الصوت يهدأ.. أفتح باب الحمام برفق.. في زاوية

الحمام.. وجهها بين يديها وركبتيها.. “لقد تأخرت أيها المحقق.. لقد تأخرت”.. الدموع تحفر خديها.. دماء.. وعينين سوداوين كالليل..

قلبي يرتجف.. تقف في كبرياء.. تنظر إلى في قسوة.. تتجه نحوى.. لا أحرك ساكنا.. تمر بي.. تتجه إلى غرفة أخرى.. تقف ببابها..

تشير إلى أن أتقدم إليها.. بالكاد تحملني قدماي.. “السر يكمن هنا.. افتح الباب بالداخل”.. تصرخ بقوة.. تتحول إلى سرب من

الفراشات.. وتهرب في اتجاهات شتى.. كأن شيئا أخافها.. ألتقط أنفاسي.. أدفع باب الغرفة بحذر وترقب.. تساورني المخاوف

والشكوك.. تلوح بمخيلتي ألف طريقة لقتلى.. ربما.. تقطع رقبتي بسكين حاد.. أو تفقئ عيناي.. أو يتلذذ أحدهم بتقطيع أطرافي..

أستجمع قواي.. وأخرج مسدسي.. لم أدخل هذه الغرفة من قبل.. أشعل إضاءة الغرفة.. صوت اللمبة مخيف.. تكاد تنفجر.. وقد حدث..

ظلام تام.. لقد وقعت في الفخ.. أخرج ولاعتي مرتبكا.. إضاءة خافتة.. شبح على الجدار.. عذرا.. إنه أنا.. انعكاس جسدي.. أين هو الباب

الأخر بهذه الغرفة.. لا أبواب غير الذى دخلت منه.. أجوب الغرفة ببصرى.. لحظة واحدة.. لعله هذا الباب.. إنهما متشابهان تماما.. أيعقل

أن يكون هذا حقيقيا؟!!.. إن كان كما أظن فقد تمكنت من حل اللغز الأول.. ترى ماذا وراءك يا باميلا؟!!

فتحت باب الدولاب في حذر.. وكأنه ستار خشبي لفتحة ذات سلم يقود إلى الأسفل.. لا أصدق!!..

 

من قام بحفر هذا الممر وصنع هذا السلم.. لا يعقل أن تكون باميلا.. أهبط في حذر.. تقودني درجاته إلى الأسفل.. حتى أستقر بقاعه..

سرداب مظلم.. ورائحة كريهة.. أكاد أختنق.. تظهر أمامي فجأة.. تحدق بوجهي.. تقترب.. “كنت في انتظارك.. نحن جميعا في انتظارك”..

فتاة الفراشات.. تمشى أمامي في الممر.. تريدني أن أتبعها.. ألتقط أنفاسي.. لقد انخلع قلبي عندما ظهرت فجأة من العدم.. هل

تقودني تلك الفتاة لنهايتي؟!!.. بدأت أشك بالأمر.. لابد وأنه فخ قد نصب بإحكام.. ولكن.. يدفعني الفضول إلى معرفة النهاية.. حتى وإن

كانت نهايتي.. تتطلع الفئران إلى الزائر الجديد.. كأنها تتهامس فيما بينها.. تدور حولي.. لا طعام لدى.. تقترب.. تشتم رائحة حذائي..

تبا.. هل أكون أنا الطعام الجديد.. تبدو عدوانية.. تهاجمني.. أركلها بقدمي.. وأدهس بعضها بحذائي.. تفر هاربة.. ولكن يبدو أنها ستعاود

الكرة مرة أخرى.. يدفعني الخوف منها حتى أكمل طريقي و أصل لنهاية السرداب.. لن أعود.. لقد وهبت جسدي وروحي للوقوف على

هذه الأسرار.. السرداب يتشعب.. تقودني قدمي إلى السرداب الأقل وحشة.. شيء غريب.. بعض فجوات غير نافذة في كلا جانبي

السرداب.. رأس “هانسن” في وعاء زجاجي.. وسائل شفاف.. رأس “باتريك”.. المحقق الذى كان قبلي.. وبعض رؤوس أخرى لا أعرفها..

أخبرتني “باميلا” من قبل أنه بعد مقتل “باتريك” عثر على رأسه معلقا بشجرة السيكويا العظيمة.. ولكن الرأس اختفى قبل مجيء

الشرطة ولم يعثر عليه أبدا.. كما لم يعثر على جسده.. من هذا القاتل الشرس؟!!.. لا يعقل أن تكون باميلا وحدها من قامت بقتل كل

هؤلاء.. من الممكن أن يكون مارتن يساعدها في ذلك؟!!.. ولكنه قتل!!.. لا أدرى.. أواصل السير.. من الغريب أنى لم أرى رؤوسا للفتيات

الصغيرات محفوظة في الأواني الزجاجية.. أواصل السير في ترقب وحذر.. ما هذا؟!!.. يا إلهى؟!!.. أيعقل هذا؟!!.. رأس “مارتن”.. ورأس..

“باميلا”؟!!.. من ال.. قا.. تل.. إذن..ن..ن.؟!!..

لم يفكر “ريتشارد” في هذا السؤال كثيرا.. فقد كان خائفا يرتجف.. وأطلق العنان لقدميه عائدا من حيث أتى.. بينما وقفت تلك المرأة

بالممر تتابعه وهو يهرب وقد ظهرت على شفتيها ابتسامة خبيثة.. شارك برأيك.. من هو الجاني الحقيقي.. أين يكمن حل هذا اللغز..

شاركنا بتوقعاتك.. تحياتي.. ورجاء متابعة صفحتي لقراءة الأجزاء الأخرى والمزيد من القصص..

عن الكاتب : admin
عدد المقالات : 11242

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.