قصة للروائى .. أشرف الجاويش
لم تكن باميلا بغرفتها عندما ذهبت إليها، مر أسبوع بعد الحادثة ولم تظهر، وكذلك مارتن، لقد قررت الشرطة قطع الشجرة
العظيمة وإغلاق الحديقة حتى يتم كشف هذا اللغز.
السكان في خوف عظيم وقلق. عندما عدت إلى منزلي تلك الليلة متأخرا كان هناك شيء غريب، ملابس سوزان مبعثرة على السلم
الذى يقود للطابق العلوى، أتذكرها جيدا، ملوثة بالدماء، هناك شخص بغرفة نومى، أصعد في حذر ممسكا بسلاحي، صرخات مكتومة
تطلب الرحمة، أدفع الباب بقدمي بقوة، مارتن معلقا من رقبته في سقف الغرفة شاخص العينين وقد ازرق وجهه يتأرجح، لا أحد سواه،
النافذة مفتوحة، أسرع إليها أنظر الى الشارع، شبح يمشى باتجاه الحديقة، لم أستطع أن أحدد إن كان رجلا أم امرأة، أعود إلى مارتن،
ليس هنا، إنما جثة سوزان تتأرجح ممسكة بورقة في يدها (أنتظرك بشغف.. “P”.. ) لم أر شيئا مثل هذا في حياتي، تملكني الرعب،
أصبح أي صوت قريب أو بعيد يخيفني، أصبحت أشك في جميع سكان البلدة، ترى إلى أي شيء يرمز هذا الحرف؟! بالتأكيد ليس مارتن،
هل من المعقول أن تكون هي” Pamela” ؟! أخذت أفكر في الأمر كثيرا، جلست على الفراش ألتقط أنفاسي، هناك ورقة مطوية بجوار
فراشي، ألتقطها، أقرأها، “عزيزي ريتشارد، سأغيب عنك بضعة أيام، اشتقت إليك، سأقضى بعض الوقت مع أختي وأولادها، أراك قريبا،
باميلا” لم أر هذه الورقة من قبل، إنها بتاريخ.. 12/29 تقع عيني على أدراج المكتب، لم أفتحها من قبل، فتحت الدرج الأول، صور قديمة
لا يظهر من بها، ولاعة، علبة سجائر، أوراق لا قيمة لها.
الدرج الثاني، كتيب صغير لا عنوان له، أفتحه، يوجد حرف ” P” بالورقة التالية
للغلاف، إنه نفس الحرف، الصفحة الثانية، ما هذا؟! هذا غير معقول، إنها صورة لـ.. ، يشرد ذهني، هذا أمر غريب، لابد من دراسة
القضية من بدايتها.
قضيت الليلة كلها في قلق وتوتر.. تساؤلات كثيرة.. واجابات غير مقنعة لمحقق مثلى.. حاولت ربط الخيوط ببعضها ولكن.. هناك دائما
حلقات مفقودة.. لمن يرمز هذا الحرف ” P”؟!!..
يبدو أنه يعلم عنى الكثير.. وتلك الفتاة التي تظهر بين الحين والأخر.. ولم أشار
“هانسن” تجاه غرفة “باميلا”؟!!.. وأين ذهب مارتن؟!!.. لقد كان معلقا هنا وعندما التفت لم اجده..
لابد من حل هذا اللغز والايقاع بالقاتل.. ارتديت ملابسي وخرجت.. الرابعة صباحا.. ضباب كثيف.. وبرد قاتل.. اتجهت الى غرفة باميلا..
وقفت اتطلع الى الحديقة.. مررت من فجوة بالسور الحديدي.. أقف الأن أمام بقايا الشجرة العملاقة الغامضة.. ولربما قاتلة.. أدور حولها..
تظهر امام عيني فجأة.. غريب أمرها.. ليست عادية.. تطير حولي.. تقف على أدنى.. تهمس.. “ابسط يدك اليمنى”.. أبسطها.. لن
يرشدني الى حل هذا اللغز سوى هذه الفراشة.. التي هي سر أكبر.. تقف على راحة يدى اليمنى.. أقربها من وجهى.. ملامح فتاة
جميلة حزينة.. بل وجه كامل يتشكل أمامي.. وجوه كثيرة.. كل الفتيات اللاتي تم خطفهن من قبل.. “لا تتركنا.. انت املنا الوحيد..
اتبعنا.. وابحث حيث نرشدك.. اتبعنا”.. تحلق.. باتجاه غرفة “باميلا”.. هل تكون هي حقا؟!!.. لم تكن باميلا بالغرفة.. أشياء مبعثرة هنا
وهناك.. أغلقت الباب خلفي وأخذت ابحث عن طرف خيط يقودني لمعرفة القاتل.. دولاب بزاوية الغرفة.. حركة مفاجئة داخل الدولاب..
وقع أقدام.. أخرج مسرعا.. أنظر بطرف عين من ثقب صغير بنافذتها بينما يفتح الدولاب.. لقد نسيت شيئا هاما سوف يثير الشكوك.. وقد
حدث بالفعل.. يفتح الدولاب.. تخرج.. تنظر الى الغرفة في ترقب وشك.. تنظر الى باب الغرفة.. من أشعل هذا النور؟!!.. نظرات ترقب
وقلق في عينيها.. أبتعد في حذر حتى لا تشعر بوقع أقدامي.. وانا أتساءل.. من أين أتت؟!!.. وما السر الكامن وراء هذا الممر؟!!..